توب ستوريشئون عربية ودولية

إسرائيل تستعد لسيناريوهات التصعيد.. ونتنياهو يرفض “معاقبة” غزة

أثار التصعيد الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحذيرات دولية واسعة، ودعوات إلى تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع، فيما يرسم محللون وتقارير صحفية، سيناريوهات عدة لما قد تؤول إليه الأمور.

وتشير التقديرات إلى إمكانية دخول الفلسطينيين في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل بما يشبه الانتفاضة الشاملة.

وقد حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، في المقابل، من إمكانية إقدام نشطاء في اليمين المتطرف على تنفيذ عمليات انتقامية ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ردا على العمليات المسلحة التي وقعت بمدينة القدس، وفق موقع “والا” العبري.

ونقل الموقع العبري، عن المسؤولين الأمنيين قولهم: “هناك خوف كبير جدا من عمل من شأنه أن يشعل النار في المنطقة، وعلى إسرائيل أن تمنع على الفور المزيد من العمليات، وذلك من خلال تعزيز قوات الأمن في جميع مناطق الضفة الغربية والقدس”.

“أوعزت لرئيس هيئة الأمن القومي ايتمار بن غفير بدراسة مزيد من الخطوات لمواجهة موجة العمليات المسلحة والتصعيد الأمني”
بنيامين نتنياهو

من ناحيته، وصف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، التوتر الأمني في الضفة الغربية والقدس بـ”الاختبار العظيم للحكومة الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى “تصعيد على مستوى انتفاضة فلسطينية”.

وقال التقرير العبري، إن “وزراء الحكومة الإسرائيلية قد يطالبون بعمل متطرف ضد العمليات المسلحة التي ينفذها الفلسطينيون”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة والأردن سيضغطان على الحكومة الإسرائيلية لمنع تصاعد التوتر الأمني”.

من ناحيته، قال نتنياهو، إن “حكومته قررت تعزيز الشرطة الإسرائيلية بسرايا من الجيش الإسرائيلي للمساعدة في منطقة مدينة القدس والمناطق القريبة من خطوط التماس”، وفق قناة “كان” العبرية.

وأوضح نتنياهو، أنه “أوعز لرئيس هيئة الأمن القومي ايتمار بن غفير بدراسة مزيد من الخطوات لمواجهة موجة العمليات المسلحة والتصعيد الأمني”، مضيفًا أن “الجيش الإسرائيلي أعد نفسه للمواجهة، وردة الفعل الإسرائيلية على (الإرهاب) ستكون شديدة وقاسية، ونحن مستعدون لأي سيناريو”.

“العمليات المسلحة ستدفع نحو رد إسرائيلي مشابه لما حدث في مدينة جنين قبل عدة أيام وبالتالي زيادة التوتر الأمني”
المحلل السياسي أحمد عوض

ثلاثة سيناريوهات

ويرى المحلل السياسي أحمد عوض، أن “هناك ثلاثة سيناريوهات للوضع الراهن، أولها زيادة وتيرة العمليات المسلحة التي ينفذها الفلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية، وبالتالي وقوع المزيد من الضحايا بين الجانبين”.

وأوضح عوض لـ”إرم نيوز”، أن “وقف التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يعزز من هذا السيناريو”، لافتًا إلى أن “العمليات المسلحة ستدفع نحو رد إسرائيلي مشابه لما حدث في مدينة جنين قبل عدة أيام وبالتالي زيادة التوتر الأمني”.

وأشار إلى أن “السيناريو الثاني يتمثل في نجاح الأطراف الإقليمية والدولية في التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة في ظل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى المنطقة”، لافتا إلى أن الزيارة يمكن أن تسهم في ذلك.

وبين أنه “وفي ظل سياسات حكومة نتنياهو اليمينية فإن مثل هذا السيناريو لن يدوم طويلا، وسيكون الفلسطينيون والإسرائيليون خلال فترة قصيرة أمام موجة توتر أمني شديدة وأقوى من سابقاتها، خاصة في حال استئناف بناء المستوطنات في الضفة الغربية”.

ووفق المحلل السياسي، فإن “السيناريو الثالث وهو الأصعب يتمثل في موجة عنف شديدة وانتفاضة فلسطينية شاملة في الضفة الغربية قد يمتد صداها لقطاع غزة”، مشددا على أن هذا السيناريو “سيدخل المنطقة بأسرها بدوامة التوتر الأمني”.

“المجتمع الدولي لديه أولويات بعيدا عن القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن السيناريو الوحيد الذي يمكن ترجيحه هو الحرب الشاملة”
المحلل السياسي طلال عوكل

حرب شاملة

من جانبه، يرى المحلل السياسي طلال عوكل، أن “التوتر الأمني الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية وإسرائيل سيتطور خلال الفترة المقبلة لما يمكن وصفه بالحرب الشاملة، خاصة في ظل تركيز حكومة نتنياهو على القضايا الحساسة للفلسطينيين”.

وقال عوكل لـ”إرم نيوز”: “بتقديري الحرب الشاملة ستكون في القدس والضفة الغربية والبلدات العربية داخل إسرائيل”، مشددا على أن “الأمر لا يعتمد على التدخلات الخارجية للتهدئة؛ بل على أهداف الحكومة الإسرائيلية وخططها”.

وأضاف عوكل: “حكومة نتنياهو اليمينية لديها رغبة في التصعيد الأمني والعسكري مع الفلسطينيين، بما يضمن لها تنفيذ مخططاتها في الضفة الغربية والقدس، كما أن نتنياهو يبحث عبر ائتلافه الحكومي لكي يكون بطلاً قومياً أمام الإسرائيليين”، وفق تعبيره.

وأكمل بالقول: “هناك محاولة لاستغلال الظروف الدولية لتحقيق هذه الأهداف، والمجتمع الدولي لديه أولويات بعيدا عن القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن السيناريو الوحيد الذي يمكن ترجيحه هو الحرب الشاملة”، حسب قوله.

ورأى أن “الولايات المتحدة غير قادرة على وقف سياسة حكومة اليمين الإسرائيلي أو تخفيفها على الأقل”، متابعا: “سيناريو تنفيذ عمليات إسرائيلية على غرار ما حدث في جنين الخميس الماضي أمر وارد جدا”.

“تدرك (حماس) أنه ليس من المناسب أن تدخل في مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، وأنه في حال نشوب جولة قتال جديدة ستنتهي دون أي مكاسب وستزيد من تردي الأوضاع في غزة”
المحلل السياسي سهيل كيوان

غزة خارج الحسابات

في المقابل، يرى المحلل السياسي سهيل كيوان، أن “إسرائيل ستفعل كل شيء لاستفزاز الفلسطينيين، وذلك من أجل زيادة التوتر الأمني”، مضيفًا: “لكن بتقديري قطاع غزة خارج حسابات نتنياهو وحكومته في الوقت الحالي”.

وأضاف لـ”إرم نيوز”: “ليست لدى إسرائيل رغبة في اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع حركة (حماس) والفصائل المسلحة في غزة حالياً، ونتنياهو يسعى لتعزيز الهدوء على الجبهة الجنوبية مع القطاع”، وفق تقديره.

وبين كيوان أن “نتنياهو لا يرغب أن يكون في مواجهة مباشرة مع الفصائل المسلحة في غزة لعدم تأجيج التناقضات الداخلية، وهو يرى أن المعادلة القائمة فيما يتعلق بالهدوء مقابل التسهيلات الاقتصادية أفضل الحلول بالنسبة لحكومته”.

وأشار إلى أن “حركة (حماس) بدورها تدرك أنه ليس من المناسب أن تدخل في مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، وأنه في حال نشوب جولة قتال جديدة ستنتهي دون أي مكاسب وستزيد من تردي الأوضاع في غزة”.

وفي السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية، عن “خلاف” اندلع خلال جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “كابينت”، التي عقدت أمس السبت، لبحث الإجراءات اللازمة لمواجهة التوتر الأمني في القدس والضفة.

وذكرت القناة 14 العبرية، أن “خلافاً اندلع في جلسة الكابينت على إثر مطالبة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، بفرض عقوبات على قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “رفض ذلك”.

 

“المحاكمة أو المقبرة”

أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، “تقييمًا للأوضاع الأمنية” في الضفة الغربية، وذلك في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لسيناريوهات مختلفة على إثر التوتر الأمني في القدس والضفة.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب صدر عنه يوم الأحد، أنه “وفي إطار تقييم الوضع ناقش هاليفي مع فرقة الضفة الدروس المستفادة من الأحداث الأخيرة، واستعدادات القوات الإسرائيلية لمواجهة السيناريوهات المختلفة”.

وفي سياق ذي صلة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “الحكومة الإسرائيلية ستعمل على ترحيل عائلات المتورطين بعمليات مسلحة وهدم منازلهم”، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”.

وقال غالانت، خلال زيارة أجراها لفرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي: “كل مخرب يلحق الأذى بالمدنيين أو بالجنود، سيقدم إما إلى المحاكمة وإما إلى المقبرة”، متابعا: “من يساعده سنعمل ضده”، وفق تعبيره.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button