أين تذهب كسوة الكعبة القديمة بعد استبدالها؟ أسرار البيت الحرام
أين تذهب كسوة الكعبة القديمة ؟ جرى العُرف تغيير كسوة الكعبة المشرفة في الأول من المحرم، واستبدالها بكسوة جديدة، مصنوعة من حوالي 1220 كليوجرامًا من الحرير والفضة والذهب، وتغيير كسوة الكعبة أمر قديم، وقد كسيت الكعبة المشرفة في الجاهلية ثم استمرت كسوتها في الإسلام، وذكر الإمام البخاري في صحيحه في باب كسوة الكعبة أن «عمر -رضي الله عنه- همَّ أن يقسم مال الكعبة بين المسلمين، فلما قيل له إن صاحبيك لم يفعلا ذلك، قال هما المرءان بهما أقتدي»، وقيل إن عمر -رضي الله عنه- كان ينزع كسوة البيت كل سنة فيقسمها على الحاج.
أين تذهب كسوة الكعبة القديمة ؟
يحتفظ المسؤولون بكسوة الكعبة القديمة بشكل جيد في مستودعات حكومية تمنع التفاعلات الكيميائية وتسلل البكتيريا إليها، وعندما يتم طلب صرفها لعرضها في متاحف أو كهدايا للدول والشخصيات الهامة، يتم ذلك وفقًا للمادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات، الذي أكد على أنه يكون بناءً على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف للمواد.
وتشهد العملية خطوة مهمة تتمثل في إهداء قطع من كسوة الكعبة المشرفة إلى شخصيات وجهات دينية هامة في العالم الإسلامي، حيث تُعَدُّ هذه الهدايا مميزة وتعبيرًا عن التقدير والاحترام لتلك الشخصيات المعنية بشؤون المسلمين. كما قد تُهدى بعض القطع أيضًا لمتاحف أو مؤسسات ثقافية لعرضها للجمهور.
إهداء قطعة من كسوة الكعبة القديمة إلى الأمم المتحدة
وفي عام 1982 قامت المملكة العربية السعودية بإهداء قطعة من كسوة الكعبة القديمة إلى الأمم المتحدة، حيث يُعرض هذا الجزء التاريخي النفيس حاليًا في قاعة الاستقبالات الخاصة بالمنظمة الدولية، بالإضافة إلى الإهداءات، تُحافظ السلطات السعودية على بعض قطع الكسوة القديمة في المستودعات الخاصة بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، حيث تتولى حماية هذا التراث القيم والحفاظ عليه بعناية فائقة. هذا واحد من الأمثلة العديدة للجهود المستمرة للمملكة للحفاظ على هذا الكنز الثقافي وتسليط الضوء على تراث الإسلام العظيم.
وتجرى مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة على يد 159 فنياً وصانعاً، وسيتم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث سيُرفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم
ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإنزال الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يتم إنزال الجنب القديم من أسفل ويبقي الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب، وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
كيفية تغيير كسوة الكعبة
وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله، وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بنحو 3.30 أمتار عرض حتى نهاية الثوب، ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب.
200 صانع وإداري عملوا في تجهيز كسوة الكعبة
ويعمل في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة أكثر من 200 صانع وإداري، في أقسام المجمع وهي: قسم المصبغة والنسيج الآلي، وقسم النسيج اليدوي، وقسم الطباعة، وقسم الحزام وقسم المذهبات، وقسم خياطة وتجميع الكسوة الذي يضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 متراً وتعمل بنظام الحاسب الآلي، كما أن هناك بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر، والخدمات الإدارية، والجودة، والعلاقات العامة، والصحة للعاملين والسلامة المهنية بالمجمع.
ألف كيلو حرير و220 كليو ذهب وفضة
وتستهلك الكسوة نحو 1000 كيلو جرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود و120 كيلو جراماً من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة، وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ “يا الله يا الله”، “لا إله إلا الله محمد رسول الله” و “سبحان الله وبحمده” و”سبحان الله العظيم” و “يا ديان يا منان” وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها، كما يبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و 6 قطع و 12 قنديلاً أسفل الحزام و 4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و 5 قناديل “الله أكبر” أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.