أوكرانيا ترسل لواشنطن نسخة محدثة من خطة السلام

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن كييف قدَّمت للولايات المتحدة نسخة محدثة من خطة السلام، مشيرًا إلى أن الوثيقة تضم 20 بندًا، وأن إطار السلام يشمل ضمانات أمنية واتفاقًا لإعادة إعمار أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي في تصريح للصحفيين أن الولايات المتحدة ناقشت فكرة إنشاء «منطقة اقتصادية حرة» في أجزاء من شرق أوكرانيا ستنسحب منها قوات كييف، مؤكدًا أن أي تنازلات عن أراضٍ ستُطرح في استفتاء شعبي.
وأعلن زيلينسكي أن الولايات المتحدة تضغط لإنشاء «منطقة اقتصادية حرة» خالية من السلاح بين القوات الروسية والأوكرانية في شرق أوكرانيا، في إطار الخطة الجاري بحثها لوقف الحرب.
وقال زيلينسكي لصحافيين، وبينهم صحافي وكالة فرانس برس في كييف، إن «هم يرون القوات الأوكرانية تغادر أراضي منطقة دونيتسك، والتسوية المفترضة تقضي بعدم دخول القوات الروسية كذلك هذه الأراضي… التي يطلقون عليها منذ الآن تسمية +المنطقة الاقتصادية الحرة+».
وأضاف أن «لن يُطلب من روسيا الانسحاب من منطقة دونيتسك أو من مواقعها في خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، لكنها ستسحب قواتها من مناطق خاركيف ودنيبروبتروفسك وسومي».
وفي سياق متصل بالمفاوضات، قال زيلينسكي الخميس إن السيطرة على منطقة دونيتسك في شرق البلاد ووضع محطة زابوريجيا النووية لا تزالان مسألتين رئيسيتين عالقتين.
وصرّح بأن «أراضي منطقة دونيتسك وكل ما يتعلق بها، إضافة إلى محطة زابوريجيا النووية… إنهما الموضوعان اللذان نواصل مناقشتهما» مع الولايات المتحدة.
وفي سياق التحركات الأوروبية المرتبطة بالملف الأوكراني، قال نائب رئيس الوزراء البلجيكي فنسنت فان بيتيجيم اليوم الخميس إن الأصول الروسية المجمدة «سيتعين استخدامها لمصلحة أوكرانيا في مرحلة ما»، مشددًا على أن بلجيكا «لن تقدم أي تنازلات متهورة» قبل الموافقة على أي اتفاق.
وأوضح المسؤول البلجيكي أن المفوضية الأوروبية اقترحت استخدام الأصول الروسية أو الاعتماد على قروض دولية لتمويل الدعم الملح لكييف، في حين تفضِّل غالبية دول الاتحاد الأوروبي خيار «قرض تعويضات» قائم على أصول الدولة الروسية المجمدة، وما زالت بلجيكا، التي تحتفظ بمعظم الأصول عبر مستودع «يوروكلير»، تبدي مخاوف قانونية أخَّرت اتخاذ القرار المتوقع في 18 ديسمبر.
ومن موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس إن بلاده تريد «حزمة من الوثائق المتفق عليها» تضمن اتفاق سلام طويل الأمد ومستدام في أوكرانيا، مع ضمانات أمنية لجميع الأطراف المعنية.
وأضاف لافروف أن موسكو تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «جاد» في مساعيه للتوسط في اتفاق، لكنه شدد على أن أي تسوية يجب أن تعالج «الأسباب الرئيسة» للصراع.
وفي خلفية الجهود السياسية، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإحلال السلام في أوكرانيا تتضمن مقترحات لإعادة تدفقات الطاقة الروسية إلى أوروبا، واستثمارات أميركية كبيرة في قطاع المعادن النادرة والطاقة الروسية، إلى جانب الاستفادة من أصول سيادية روسية مجمدة.
وبحسب الصحيفة، تشمل الخطط استخدام أصول روسية مجمدة تُقدَّر بنحو 200 مليار دولار لتمويل مشاريع في أوكرانيا، بينها مركز بيانات رئيس يعمل بالكهرباء المنتَجة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية، إضافة إلى استثمارات أميركية في قطاعات استراتيجية روسية مثل العناصر الأرضية النادرة والتنقيب عن النفط في القطب الشمالي.



