تقاريرتوب ستوري

أهم العوامل التي تؤثر على مستقبل سوق النفط الخام الدولي

في الربع الأول من عام 2022 أظهر سوق السلع العالمية بشكل عام اتجاه تصاعدي قوي تحت تأثير العوامل الجيوسياسية، كان أداء سوقي السلع الأساسية للنفط الخام الدولي والذهب العالمي أداءً رائعًا وتعزز واحدًا تلو الآخر، في سوق النفط الخام الدولي منذ الانتعاش السريع لأسعار النفط في عام 2020 أظهرت الأسعار اتجاهًا تصاعديًا مرة أخري، لقد أثرت التغيرات في الطلبين على النفط الخام والموردين، فضلاً عن العوامل المؤقتة مثل المخاطر الجيوسياسية المفاجئة والطقس القاسي بشكل مشترك على اتجاه أسعار النفط الخام الدولية.

انطلاقا من الوضع الحالي، لا تزال المخاطر الجيوسياسية عاملا مهما يؤثر على اتجاه أسعار النفط الخام الدولية، حيث ارتفعت الأسعار بسبب مخاوف السوق من أن التوترات الجيوسياسية ستؤثر على إمدادات النفط، بشكل عام، لا تزال التغيرات في الوضع الجيوسياسي هي العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاتجاه الأخير لأسعار النفط.

أداء النفط الخام خلال الربع الأول من 2022

أشار معهد أبحاث إلى أنه في الربع الأول من العام الجاري يتم تقسيم اتجاه أسعار النفط الخام إلى مرحلتين، المرحلة الأولى: من يناير إلى 23 فبراير شهدت الأسعار ارتفاع مطرد حيث كانت تلك المرحلة مدفوعة بشكل أساسي بعوامل عدم التوافق بين العرض والطلب الذي كان تحت تأثير متحورات فيروس كورونا، المرحلة الثانية: في الفترة من 24 فبراير إلى 15 مارس عندما اندلع الصراع بين روسيا وأوكرانيا ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد ثم انخفضت تدريجيًا، في 7 مارس لامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 130.5 دولار للبرميل بينما لامست العقود الآجلة لخام برنت 139.13 دولار للبرميل.

على الرغم من تراجع أسعار النفط الخام إلا إنها لا تزال مرتفعة بما سيكون له تأثير سلبي على الانتعاش الاقتصادي العالمي، يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكلفة الإنتاج للشركات ويؤثر على الإنتاج ولكنه يزيد أيضًا من تكلفة المعيشة للمستهلكين ويضر بالقوة الشرائية لهم مما يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي الكلي، إن التوترات بين روسيا وأوكرانيا ستؤدي إلى أزمة إمدادات الطاقة الدولية بما سيؤثر بشكل ايجابي على أسعار النفط والغاز الطبيعي، مما سينتج عنه ارتفاع كبير في التضخم العالمي وخفض الاقتصاد العالمي.

يقدر صندوق النقد الدولي (IMF) أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في أسعار النفط سينخفض ​​النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 0.1% إلى 0.5%، في الاقتصادات المتقدمة تؤدي كل زيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في أسعار التجزئة للبنزين إلى زيادة مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بمقدار 0.04 نقطة مئوية في الشهر، وفي الاقتصادات النامية مقابل كل زيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في أسعار التجزئة للبنزين، سيرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بمقدار 0.02 نقطة مئوية في الشهر وسيختفي تدريجياً بعد 5 إلى 6 أشهر من صدمة الأسعار.

من منظور العرض لم تستجب أوبك بلس لطلبات بعض مستهلكي النفط الخام لزيادة إنتاجها، في 29 مارس قال وزير الطاقة السعودي إن أوبك بلس ستستبعد العوامل السياسية من عملية صنع القرار، وأضاف إن وجود أوبك يعتمد على مهمتها في استقرار أسعار النفط، بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الطاقة الإماراتي إن تركيز أوبك ينصب على تحقيق التوازن في سوق النفط الخام وتلبية طلب المستهلكين، نشهد حاليًا إعادة هيكلة واسعة النطاق لأسواق الطاقة العالمية.

العوامل المؤثرة على سعر النفط الخام الخفيف:

الطلب على النفط الخام

يتم تحديد الطلب على النفط الخام بشكل أساسي من خلال مستوى التنمية الاقتصادية العالمية والتغيرات في الهيكل الاقتصادي وتطوير مصادر الطاقة البديلة وتطبيق تقنيات توفير الطاقة.

يرتبط استهلاك النفط العالمي بشكل إيجابي بشكل كبير مع النمو الاقتصادي العالمي، حيث يؤثر النمو الاقتصادي العالمي أو النمو غير المتوقع بالإيجاب علي سعر النفط الخام الدولي، ولكن يعتبر ارتفاع أسعار النفط بشكل غير طبيعي عائق على تطور الاقتصاد العالمي، كما أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يؤثر على زيادة الطلب على النفط.

تكلفة الطاقة البديلة أيضًا ستحدد الحد الأعلى لسعر النفط، عندما يكون سعر النفط أعلى من تكلفة الطاقة البديلة يميل المستهلكون إلى استخدام الطاقة البديلة، وسيؤدي توفير الطاقة إلى تخفيف التناقض بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية، في الوقت الحاضر، تعمل الدول بقوة على تطوير تقنيات الطاقة المتجددة وتوفير الطاقة والتي لا بد أن يكون لها تأثير على الاتجاه طويل الأجل لأسعار النفط.

المعروض من النفط الخام

تشمل العوامل التي تؤثر على العرض بشكل أساسي احتياطيات النفط العالمية وهيكل الامداد وتكلفة إنتاج النفط، يعتمد إمداد النفط على احتياطيات النفط، في العقود القليلة الماضية استمرت الاحتياطيات المؤكدة من موارد النفط العالمية في الزيادة، ولكن بسبب الطبيعة غير المتجددة لموارد النفط تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج النفط العالمي سيرتفع في عام 2015، وبلغ المعروض النفطي العالمي ذروته قبل عام وقد دخل تدريجياً في مرحلة الانحدار.

في الوقت الحاضر، يشمل جانب العرض في سوق تداول النفط العالمي بشكل أساسي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك بلس)، تمتلك منظمة أوبك معظم احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وبسبب سياسات الإنتاج والأسعار الخاصة بها يكون لها تأثير كبير على إمدادات النفط العالمية وأسعاره.

تكلفة إنتاج النفط سيكون لها تأثير أيضا على إمدادات النفط، كنوع من أنواع الطاقة غير المتجددة ستؤثر تكلفة إنتاج النفط على قرار تخصيص الإنتاج للمنتجين بمرور الوقت، ومن ثم تؤثر على المعروض في السوق، مما سيؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط، في الوقت الحاضر، يتم تحديد التأثير على العرض بشكل أساسي على البيانات من خلال مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة EIA ومخزون النفط الخام API وإنتاج بعض الدول المصدرة للنفط الدولية الكبيرة.

سعر التعدين

يعتبر سعر التعدين في المملكة العربية السعودية منخفضًا جدًا أي حوالي أقل من 10 دولار أمريكي للبرميل، لذلك كانوا دائمًا واثقين جدًا في السوق ويخوضون حروب الأسعار من وقت لآخر، مما يعني ربح قصير الأجل لهم.

بينما لا يزال النفط الصخري الأمريكي في مرحلة التطوير، حيث يعتبر حفر آبار جديدة مكلفة، وبالتالي فإن انخفاض أسعار النفط سيحد بشدة من أرباح المنتجين، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية إذا بقيت أسعار النفط عند 30 دولار للبرميل، فسيقوم العديد من المنتجين بتقليل أنشطة الحفر مما سيؤدي إلى انخفاض إنتاج النفط الأمريكي.

تأثير الأحداث الدولية الكبرى

على سبيل المثال: في المرحلة المبكرة من اندلاع فيروس كوفيد 19 الجديد في عام 2020 كان هناك حدث سلبي لأسعار النفط في سوق العقود الآجلة للنفط الخام، كما تسبب انهيار المفاوضات بين المملكة العربية السعودية وروسيا بشكل مباشر إلى انهيار النفط الخام.

الأحداث الجيوسياسية (بما في ذلك الحروب)

في الأيام الأولى لحرب الخليج ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد من حوالي 20 دولار في بداية الشهر إلى أكثر من 30 دولار، كما أدت الحرب الأوكرانية الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط الخام من 90 دولار إلى 116 دولار.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button