أنشطة صيفية للأمهات لتعزيز مهارات الأطفال خلال الإجازة الصيفية

أنشطة صيفية للأمهات، لتعزيز مهارات الأطفال، مع قدوم الإجازة الصيفية، تبحث العديد من الأمهات عن طرق مفيدة وممتعة لشغل أوقات أطفالهن، بعيدًا عن الشاشات والروتين اليومي.
فالصيف لا يجب أن يكون مجرد فترة للراحة فقط، بل يمكن أن يتحول إلى فرصة ذهبية لتعزيز المهارات الذهنية والاجتماعية والحركية لدى الأطفال بطريقة محببة وبعيدة عن التلقين.
أوضحت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أنه يمكن للأنشطة الصيفية أن تبني شخصية الطفل وتغرس فيه القيم التي لا تُنسى.
في هذا التقرير، تقدم الدكتورة عبلة، مجموعة من الأنشطة الصيفية التي يمكن للأمهات تنفيذها مع أطفالهن داخل المنزل أو خارجه، وكلها تهدف لتنمية قدرات الأطفال وصقل مهاراتهم في جو من المرح والتفاعل الإيجابي.

أولًا: أنشطة لتعزيز المهارات الذهنية والمعرفية
مطالعة القصص وتنظيم نادٍ للقراءة:
يمكن للأم تخصيص وقت يومي أو أسبوعي لقراءة القصص مع الطفل، وطرح الأسئلة التحليلية حول القصة، مثل: “لماذا تصرّف البطل بهذه الطريقة؟” أو “كيف كنت ستتصرف لو كنت مكانه؟”، مما ينمّي مهارات التفكير النقدي لدى الطفل. ويمكن كذلك إنشاء “نادي قراءة” مصغر في المنزل أو مع الأصدقاء والجيران.
لعبة الكلمات المتقاطعة أو ألعاب الذكاء:
مثل تركيب البازل، السودوكو البسيط، ألعاب الذاكرة، والألغاز المناسبة لعمر الطفل، مما يعزز التركيز والربط المنطقي.
إنشاء مجلة صيفية:
يمكن للطفل أن يصمم مجلة أسبوعية يكتب فيها قصصًا، أو يرسم رسومات، أو يسجل مغامراته الصيفية. ويمكن للأم أن تساعده في تحريرها وتنسيقها وطبعها إن أمكن.
ثانيًا: أنشطة لتقوية المهارات الاجتماعية والعاطفية
أنشطة تطوعية:
اصطحاب الطفل للمشاركة في أنشطة تطوعية مثل توزيع الطعام، أو ترتيب الكتب القديمة للتبرع، ينمّي لديه الإحساس بالمسؤولية والتعاطف مع الآخرين.
المشاركة في فرق اللعب الجماعي:
سواء في الحدائق أو الأندية أو من خلال مجموعات أصدقاء، تساعد الألعاب الجماعية على تعزيز مهارات التواصل، التعاون، وفهم الآخر.
لعبة “حكاوي زمان”:
من خلال سرد الأم أو الجدة لحكايات الطفولة أو المواقف الأخلاقية، مع مناقشتها لاحقًا مع الطفل، يمكن غرس القيم الاجتماعية والإنسانية بطريقة غير مباشرة.
ثالثًا: أنشطة لتعزيز المهارات اليدوية والإبداعية

الحرف اليدوية والأشغال الفنية:
مثل استخدام الورق، القماش، الخرز، الألوان، والمعجون لصناعة بطاقات تهنئة، أو لوحات فنية. هذه الأنشطة تنمّي مهارات التنسيق بين العين واليد، والخيال الفني.
مشاريع إعادة التدوير:
تعليم الطفل كيفية الاستفادة من الأشياء القديمة وتحويلها لشيء جديد (مثل استخدام عبوات بلاستيكية لزراعة نباتات)، يعزز التفكير الإبداعي والحس البيئي.
ورشة الطبخ مع الأم:
إشراك الأطفال في إعداد وجبات بسيطة كالكعك أو السلطة، يساعدهم في تعلم المهارات الحياتية وتعزيز الشعور بالاستقلالية.
رابعًا: أنشطة حركية ورياضية
المشي اليومي أو ركوب الدراجة:
تحديد وقت محدد يوميًا لممارسة رياضة المشي أو ركوب الدراجة في الهواء الطلق يقوّي الجسم ويخفف التوتر.
ألعاب الحديقة أو البحر:
مثل الجري، التقاط الكرة، التسلق، أو السباحة. هذه الأنشطة تساعد في تقوية العضلات وتحسين التوازن والثقة بالنفس.
تحدي الرياضات المنزلية:
يمكن إعداد مسابقات منزلية بسيطة مثل “من يستطيع القفز أكثر”، أو “تمارين التوازن”، ويُكافأ الفائز بجائزة رمزية.
يمكن للأم تعليم الطفل استخدام برامج الرسم، أو إعداد عروض بسيطة باستخدام “بوربوينت”، أو تصميم بطاقات دعوة رقمية.
مشروع صغير باستخدام الهاتف أو التابلت:
مثل تصوير فيديوهات قصيرة عن موضوع يحبه الطفل (مع إشراف الأم) أو إنشاء قصة مصورة باستخدام تطبيقات بسيطة، مما يفتح له أفقًا نحو الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا.
سادسًا: أنشطة لغرس العادات اليومية الإيجابية
جدول للمهام اليومية:
تشجيع الطفل على ترتيب غرفته، وتنظيم أدواته، وتحديد أوقات للعب والنوم، يعلمه المسؤولية والانضباط.
مفكرة الامتنان:
تعويد الطفل على كتابة ثلاثة أشياء يشعر بالامتنان نحوها يوميًا، مما يعزز التفكير الإيجابي والنظر إلى الجوانب المشرقة في الحياة.
سابعًا: رحلات ترفيهية تعليمية
زيارة المتاحف والمعارض:
مثل متحف العلوم، أو المعارض الفنية الخاصة بالأطفال، فهي تدمج بين الترفيه والتعلم.
جولات في الطبيعة:
مثل الذهاب للحديقة، أو مشاهدة الغروب، أو مراقبة الطيور، مما يساعد الطفل على التأمل وتنمية روح الاكتشاف.
في النهاية، لفتت الدكتورة عبلة إلى أن الصيف ليس فقط موسمًا للترفيه، بل فرصة ذهبية للأمهات لتقوية علاقة أطفالهن بالعلم، والحياة، والمجتمع، والنفس. فكل لحظة تقضيها الأم مع طفلها في نشاط مفيد تترك أثرًا لا يُنسى في ذاكرته وتكوينه النفسي والعقلي.



