“أكثر من عادة”.. إليك ما يوفّره فنجان قهوة يوميا لصحتك

تشير الأبحاث العلمية المتزايدة إلى أن شرب القهوة بانتظام قد يوفر أكثر من مجرد دفعة صباحية من النشاط، إذ يمكن أن يساهم أيضًا في تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون ودعم جوانب متعددة من الصحة العامة.
وبحسب تقرير نشره موقع “GetSurrey” الإخباري، أظهرت دراسة ارتباطًا واضحًا بين زيادة استهلاك الكافيين وانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون، الذي يُعد ثاني أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعًا في العالم.
فوائد عصبية وقائية
وذكرت الدراسة أن 6 أبحاث وبائية طويلة الأمد على الأقل قد أثبتت هذا الارتباط، مما يشير إلى أن الكافيين قد يوفر فوائد عصبية وقائية ومعرفية.
ويعتقد الباحثون أن المركبات الموجودة في القهوة السوداء لا تدعم صحة الدماغ فحسب، بل تساهم أيضًا في دعم محور الأمعاء والدماغ، وهو نظام اتصال حيوي بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي.
وتكتسب هذه العلاقة أهمية متزايدة في ضوء أبحاث حديثة أظهرت أن ميكروبات الأمعاء تلعب دورًا في إنتاج النواقل العصبية، مما دفع بعض العلماء إلى اقتراح احتمال ارتباط استهلاك القهوة بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر أيضًا.
فوائد القهوة الصحية
وأوضحت نيكولا شوبروك، أخصائية التغذية المسجلة لدى الجمعية البريطانية للتغذية وطب نمط الحياة (BANT)، أن فوائد القهوة الصحية تكون أكثر وضوحًا عند تناولها في شكلها النقي، أي سوداء من دون سكر أو محليات صناعية.
وقالت إن “العديد من الدراسات التي أظهرت فوائد القهوة ركزت على القهوة غير المعالجة، وما يميز القهوة في هذا الشكل هو تركيبها المعقد والفريد”.
وبالإضافة إلى فوائدها العصبية، ارتبط شرب القهوة أيضًا بتحسين صحة القلب، إذ توصلت الدراسة نفسها إلى أن من يشربون من كوبين إلى 3 أكواب من القهوة يوميًّا يقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة مقارنة بمن لا يشربون القهوة.
ويعزو الباحثون ذلك إلى وجود البوليفينولات، وهي مضادات أكسدة ذات خصائص مضادة للالتهاب قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
ومن بين الفوائد الأخرى، تأثير القهوة الإيجابي على الجهاز الهضمي، إذ أشارت شوبروك إلى أن القهوة تعمل كمحفز لحركة القولون، مما يعزز حركة الأمعاء ويساعد في تخفيف الإمساك.
كما أن القهوة المخمرة تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، في حين تحتوي حبوب القهوة على سكريات معقدة غير قابلة للهضم تُغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
وأضافت شوبروك: “تعمل البوليفينولات في القهوة كمغذيات حيوية للبكتيريا النافعة، مما يساعد في تنظيم جهاز المناعة، ودعم عملية الهضم، والمساهمة في إنتاج فيتامينات أساسية مثل B12”.
الوقاية من الصداع
كما يمكن أن يكون للقهوة دور في الوقاية من الصداع؛ وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الكافيين قد يسبب الصداع، تشير دراسات حديثة إلى أنه قد يساهم في تخفيفه.
وشرحت شوبروك أن الكافيين يساعد على توسيع الأوعية الدموية، مما يقلل من الضغط الذي يؤدي إلى الشعور بالألم.
ولتحقيق أقصى استفادة صحية، تنصح شوبروك بالتحول إلى القهوة السوداء أو الإسبريسو النقي، مع تقليل كميات الحليب والسكر تدريجيًّا إلى أن يعتاد الفرد على الطعم الطبيعي للقهوة.
ورغم النتائج الإيجابية لهذه الدراسات، يشدد الخبراء على أهمية الاعتدال؛ إذ إن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل القلق، واضطرابات النوم، وتسارع ضربات القلب.
ومع ذلك، فإن فنجان قهوة يوميًّا قد يكون أكثر من مجرد عادة، بل مساهمة محتملة في تعزيز الصحة على المدى الطويل.