أسماء سورة الفتح وفضائلها وما ورد بشأنها
![](https://sho3la.com/wp-content/uploads/2025/02/فوائد-سورة-الفتح.jpeg)
سورة الفتح هي السورة رقم 48 بحسب ترتيب المصحف العثماني، عدد آيات سورة الفتح 29 آية، نزلت في العام السادس من الهجرة، وكان نزول سورة الفتح بعد سورة الجمعة، ويسبق سورة الفتح من حيث الترتيب في المصحف سورة محمد، و بدأت السورة بالحديث عن بشارة للنبي – صلى الله عليه وسلم- بفتح مكة. وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة الفتح وفضائلها وما ورد بشأنها.أسماء سورة “الفتح”
سورة {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا} [الفتح: 1] سمّيت في كلام الصّحابة سورة الفتح.ووقع في «صحيح البخاريّ» عن عبد اللّه بن مغفّلٍ -بغينٍ معجمةٍ مفتوحةٍ وفاءٍ مشدّدةٍ مفتوحةٍ- قال: قرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة سورة الفتح فرجع فيها. وفيها حديث سهل بن حنيفٍ: لقد رأيتنا يوم الحديبية ولو ترى قتالًا لقاتلنا. ثمّ حكى مقالة عمر إلى أن قال: فنزلت سورة الفتح. ولا يعرف لها اسمٌ آخرٌ). [التحرير والتنوير:26/141]
سبب نزول سورة الفتح
روى الواحدي وابن إسحاق عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحُدَيْبِيَة، وقد حِيل بيننا وبين نُسُكنا، فنحن بين الحزن والكآبة، أنزل الله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أُنزلت عليَّ آية أحب إلي من الدنيا وما فيها) وفي رواية (من أولها إلى آخرها). وهي مدنية على المصطلح المشهور، وهذه السورة نزلت بموضع يقال له: كُراع الغَمِيم بضم الكاف من كُراع، وبفتح الغين، وكسر الميم من الغَمِيم: موضع بين مكة والمدينة.
فضائل سورة الفتح
1- أنها من المئين التي أُوتيها النبي – صلى الله عليه وسلم – مكان الزبور:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين… ”
2- لما نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “نزلت عليَّ سورة هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها”.
أحاديث صحيحة حول سورة الفتح
عن أَسْلَمَ العَدويِّ مَولَى عمرَ: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَسيرُ في بعضِ أسْفارِه، وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَسيرُ معه لَيْلًا، فسَأله عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عن شَيءٍ، فلَمْ يُجِبْه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ سَأله فلَمْ يُجِبْه، ثمَّ سَأله فلَمْ يُجِبْه، وقال عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا عُمرُ! نَزَرْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُكَ! قال عُمرُ: فحرَّكْتُ بَعيري، ثمَّ تقدَّمْتُ أمامَ المسلمينَ، وخَشيتُ أنْ يَنزِلَ فيَّ قُرآنٌ، فما نَشِبْتُ أنْ سَمِعتُ صارخًا يَصرُخُ بي، قال: فقلْتُ: لقدْ خَشيتُ أنْ يَكونَ نزَلَ فيَّ قرآنٌ! وجِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَلَّمْتُ عليه، فقال: لقدْ أُنزِلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ سُورةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إليَّ ممَّا طلَعَتْ عليه الشَّمْسُ، ثمَّ قرَأ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا).
ووقع في “صحيح البخاري” عن عبد الله بن مُغَفَّل، قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، وهو على ناقته، أو جمله، وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح -أو من سورة الفتح- قراءة لينة، يقرأ، وهو يُرَجِّع). (يُرَجِّع) من الترجيع، وهو ترديد الصوت، أو هو تحسين الصوت.
وفي “الصحيحين” أيضًا من حديث سهل بن حُنَيْف، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيْبِيَة، ولو نرى قتالًا لقاتلنا…). ثم حكى مقالة عمر رضي الله عنه إلى أن قال: (فنزلت سورة الفتح). ولا يُعرف لها اسم آخر. ووجه التسمية أنها تضمنت حكاية فتح مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين.
روى البخاري في “صحيحه” عن زيد بن أسلم عن أبيه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسأله عن شيء، فلم يجبه، فقال عمر رضي الله عنه: ثكلتك أمك يا عمر! نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر رضي الله عنه: فحركت بعيري، حتى تقدمت أمام الناس، فخشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت، فقال: لقد أنزلت فيَّ الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
وللشيخين -واللفظ لمسلم- عن أنس رضي الله عنه، قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) إلى آخر الآية مرجعه من الحُدَيْبِيَة، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، قد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدى بالحُدَيْبِيَة، فقال: نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا، فلما تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل من أصحابه: (قد بين الله عز وجل لك ما يفعل بك). وفي رواية: (هنيئًا مريئًا لك يا رسول الله، هذا لك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الآية التي بعدها: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) (الفتح:5).
وروى الإمام أحمد في “المسند” عن مُجَمِّع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه، وكان أحد القراء الذين قرؤوا القرآن، قال: شهدنا الحُدَيْبِيَة، فلما انصرفنا عنها، إذا الناس يُنْفِرون الأباعر -جمع بعير- فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أُوْحِى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا مع الناس نوجف -الإيجاف: الإسراع في السير، يقال: وَجَف الفرس: إذا أسرع- حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عند كُراع الغميم، واجتمع الناس إليه، فقرأ عليهم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله! أَوَ فتح هو؟ قال: (إي والذي نفس محمد بيده، إنه لفتح).
وروى النَّسائي في “السنن الكبرى” عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحُدَيْبِيَة، فذكر أنهم نزلوا دَهَاسًا من الأرض -الدَّهَاس: الرَّمْل- فذكر قصة نومهم عن الصبح، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين استيقظوا، ثم قال: فركب، فسرنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي اشتد عليه، وعرفنا ذلك منه، فتنحى منتبذًا خلفنا، فجعل يغطي رأسه، فيشتد عليه، حتى عرفنا أنه قد أُنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنه قد أُنزل عليه: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا).
وروى عبد الرزاق عن أبي برزة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (الفتح:1).
هل قراءة أواخر سورة الفتح ييسر زواج المرأة
لا يوجد في نصوص الشرع ما يدل على أن قراءة أواخر سورة الفتح لها فضل مخصوص، لا في الزواج ولا في غيره، والقول بأن قراءة أواخر هذه السورة ييسر الله به الزواج للمرأة، ويجمع لها به الخير كله: قول بلا دليل، فهو من التقول على الله ورسوله، ومن الإحداث في دين الله، وعلى من يريد سعادة الدارين من ذكر أو أنثى أن يتقي الله تعالى في سره وعلنه، وأن يكون قائما على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، مسارعا في الخيرات، مجتنبا للمحرمات، متوكلا على ربه، حسن الظن به، قال الله تعالى:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/ 97.
خواص الآية الأخيرة من سورة الفتح
جمعت الآية الأخيرة من سورة الفتح الأحرف العربية كلها وتعتبر من الاعجازات اللغوية في القران الكريم، حيث يقول الله تعالى:[مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا].