في دلالة مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم، تجد عدداً كبيراً من الأشخاص يحاولون بيع ممتلكات منزلية مستعملة ذات مواصفات جيدة، بغرض سد فوهة المصروفات.
الأشخاص المنتشرون مع الأشياء المعروضة للبيع ليسوا تجارا، كما يظهر من مظهرهم وطريقة العرض، البعض يحاول كما شاهدت “العربية.نت” إقناع المشتري بجودة المنتج الذي بحوزته.
هاشم محمد، يعيل ثلاثة أطفال، وهو يضع على الأرض شاشة تلفزيونية جيدة، يبين لـ”العربية.نت” أن سبب بيعها يعود لفقدان عمله اليومي في قيادة حافلة مواصلات.
في المقابل، سيدة خمسينية -تعيل 5 أشخاص- تحاول بإلحاح بيع خلاط منزلي قديم، تصيح في المشترين والجائلين “ياناس محتاجة والله لدي أطفال أرجو شراء الخلاط بأي ثمن”.
يقترب من السيدة، أحد الحاضرين للتفاوض حول السعر وبالفعل ينهي عملية الشراء.
بوجه تهللت أساريره تقول السيدة لـ”العربية.نت” الحمد لله “قضيت غرضي يا ولدي قضينا أياما لا نأكل وهذا الخلاط هو آخر ما امتلكه لكن ربنا كريم”.
يشير باحثون اجتماعيون إلى وجود ظاهرة بيع الممتلكات الشخصية والمنزلية واستبدال البيوت وسط عديد الأسر السودانية في محاولة لرتق فاصل الأزمة الاقتصادية الحادة.
تؤكد تقارير حكومية، أن 77%، من تعداد السودانيين البالغ أكثر من 30 مليون شخص تحت خط الفقر. بينما لا يتجاوز دخل الفرد اليومي في السودان دولارا واحدا في اليوم.
كما يؤكد الخبير الاقتصادي الحافظ كمال الدين لـ”العربية.نت” تراجع مستويات الدخل للفرد نتيجة الاضطرابات السياسية.
وبحسب بيانات رسمية، ارتفعت نسبة البطالة في السودان إلى 19%، وبلغت نسبة البطالة بين الشباب حوالي 34% وبين الخريجين 48% وبين النساء 45%، وفقا لنشرات رسمية.
وتوقع الحافظ، ملازمة تراجع مؤشر الفقر والبطالة لأكثر من ذلك، نتيجة الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
ولفت إلى اتساع ظاهرة بيع الممتلكات والسيارات وغيرها، بغرض مواجهة الواقع الاقتصادي للأسر وتلبية الاحتياجات اليومية والمتطلبات الرئيسية كالدراسة والعلاج وغيرها.