الخطاب الإلهي

أزهري يقدم روشتة الخروج من دائرة الغيبة والنميمة

قال الدكتور أشرف الفيل، من علماء الأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ماهي الغيبة فقال: ذِكرُك أخاك بما يكره، قال أرأيت إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقوله فقد بهته، موضحا أن الغيبة تكون ذكر مساوئ الشخص التي هي بالفعل موجودة فيه، والبهتان ذكر مساوئ الشخص وهي ليست موجودة فيه.

 

انتقاء الألفاظ للخروج من دائرة الغيبة

وأضاف الفيل، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الغيبة تكون عند توجد مشكلة ما مع شخص يعرفه الشخص الذي يحكى له مثل الأخت أو الجار، أو أي شخص يعرفه؛ ولكن في حالة أن يقوم الشخص بحكي موقف أمام شخص يعرفه فيحكي له عن شخص آخر ضايقه ولكنه لا يعرفه ففي هذه الحالة لا يعد ذلك غيبة، وذلك لأن هذا يعتبر نقل حدث صحيح لشخص لا يعرف هؤلاء الأشخاص الذي يُحكى عنهم.

وأكد الفيل، أن الغيبة هي ذكر المساوئ في الشخص الموجودة فيه مثل شخص سمين، أو أعرج، وهكذا، لافتا إلى أن هناك رجل اتهم سيدنا سعد بن أبي وقاص، فقال عنه أنه رجل ظالم؛ فاشتكوه لسيدنا عمر بن الخطاب، وتعجب لهذا الأمر لأن سعد بن الوقاص رجل مستجاب دعوة، وخال النبي، ودعا له النبي؛ فكون أن يتهمه شخص بالظلم شيء عظيم؛ فقام سيدنا عمر بن الخطاب بإرسال رجلان من الشرطة، ومعهم سيدنا سعد بن أبي الوقاص، وقاموا بالذهاب إلى بيت هذا الرجل، فقاما الشرطيان باستجواب هذا الرجل فقالا له: نحن شرطيان من عند سيدنا عمر بن الخطاب ولا تفتح الباب، وجئنا لنسألك في أمر سيدنا سعد بن أبي الوقاص؛ فقال لهم: والله ما يحكم بالسوية، ولا يعدل بين الرعية؛ مستكملًا: وهذا الكلام ظلم لأن سيدنا سعد كان رجلًا عادلًا، فقال سيدنا سعد حينما سمع قوله هذا: اللهم إن كان صادقًا فيما يقول فاغفرلي وارحمني، وإن كان غير ذلك؛ فأطل عمره وأعمي بصره، وعرضه بالفتن، وقد حدث بالفعل فطال عمر الرجل، وفقد بصره، وأصبح فقيرًا وكل هذا لأنه ظلم سعد بن الوقاص.

وأشار الفيل إلى قول سعد بن الوقاص حيث قال وإن كان غير ذلك؛ فلم يقل وإن كان كاذبًا؛ وذلك يدل على التخيُر في الألفاظ؛ مستشهدًا بقوله تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولوا التِي هِيَ أَحَسَنْ”، فإذا قام شخص بقول كلام زور عليك، فمن الأفضل أن نقول هذا الشخص قال كلام مخالف للحقيقة، فلا نقول عليه هذا الشخص كاذب وكذا وكذا؛ وذلك الأفضل حتى نخرج من دائرة الغيبة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button