يلعب جهاز التنفس الصناعيدورا حاسما في برامج الرعاية الصحية لمصابيفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي (جائحة)، لأنه يستطيع نقل الأكسجينإلى الرئتين عندما يعجز المريض عن الحصول عليه بالطريقة العادية نتيجة تدهور حالته الصحية.
وعندما يتم تصنيف المصابين بفيروس كورونا المستجد، ضمن الحالات الحرجة، فإن عدم وجود جهاز تنفس صناعي يعني أن الموت هو الاحتمال الأكبر، وهو ما دفع كل دول العالم لمسابقة الزمن من أجل الحصول على أجهزة تنفس من الخارج أو تصنيعها محليا عن طريق تحول خطوط إنتاج الشركات الكبرى إلى إنتاج تلك الأجهزة.
1- من يحتاج أجهزة تنفس صناعي؟
يحتاج المرضى الذين أصبحت حالتهم حرجة لأجهزة تنفس صناعي تساعد في إيصال الأكسجينإلى الرئتين، وفي حالة كورونا تكون نسبة الذين يحتاجون أجهزة تنفس صناعي أقل من 20 في المئة من المصابين.
2- لماذا نحتاجها؟
عندما يصل الفيروس إلى الرئتين يحاول إتلافها، فإذا تمكن من ذلك تتعرض الرئتين لفشل في وظيفتها في نقل الأكسجين إلى الدم، فيسعى الجهاز المناعي لتعويض النقص بإعطاء إشارات لتوسيع الأوعية الدموية، لكي يدفع مزيد من الخلايا المناعية لمقاومة الفيروس.
لكن الخطورة في ذلك هو أنه يكون هناك إمكانية تسرب الدم إلى الرئتين بصورة تجعل التنفس أكثر صعوبة ويتطلب ذلك دعم خارجي من أجهزة التنفس الصناعي.
3- ماذا يفعل جهاز التنفس الصناعي؟
يتم تصميم تلك الأجهزة لتكون مصدرا للأكسجين، الذي يتم إدخاله إلى الرئتين، كما يعمل على ترطيب الهواء وتعديل درجة حرارته لتتوافق مع درجة حرارة جسم المريض.
وخلال عمل الجهاز يقوم الأطباء بإعطاء المرضى أدوية خاصة تعمل على جعل عضلات الجهاز التنفسي في حالة استرخاء، لتصبح عملية التنفس مقتصرة على جهاز التنفس الصناعي، بحسب موقع “يورونيوز”.
4- كيف تعمل؟
يتم دفع مزيج من الهواء أو الأوكسجين النقي إلي القصبة الهوائية بواسطة أنابيب بلاستيكية، تدخل من الفم أو من الأنف، أو يتم إدخالها إلى القصبة الهوائية مباشرة عن طريق فتحة جراحية من الخارج.
5- هل توجد تقنيات أخرى للتنفس الصناعي؟
تسعى العديد من الشركات الكبرى لاستخدام تقنيات متطورة لصناعة أجهزة تنفس صناعي، ومنها شركة مرسيدس، التي استطاع مهندسو فرعها في بريطانيا بالتعاون مع مهندسي كلية لندن الجامعية، من تصميم جهاز تنفس صناعي متطور، يعمل بتقنية ضغط الهواء المستمر (سي بي إيه بي).
وبحسب موقع “سي نت” الأمريكي، فإن الجهاز الجديد لا يتطلب إدخال أنبوب إلى القصبة الهوائية، لأنه يعتمد على ضخ الهواء مباشرة عن طريق قناع خارجي يتم وضعه على الوجه بقطعة خاصة لإدخال الهواء إلى الرئتين عن طريق الأنف أو الفم.
ويقول الموقع، إن العديد من الأطباء الأمريكيين، يرفضون استخدام تقنية الهواء الإيجابي المستمر في علاج مرضى كورونا، خوفا من أن يكون سببا في زيادة انتشار مرض “كوفيد – 19″، مضيفا: “لكن يبدو أن الجهاز الجديد يحمل تصميما خاص يسمح له بالعمل في دوائر مغلقة بدعم من أجهزة مساعدة، يتم إلحاقها بالقناع الخاص بتغذية الهواء، قد تشمل أنابيب للتغذية عن طريق فتحة الأنف”.
ويقول فريق “فورمولا ون” وباحثي كلية لندن، إن باحثين من الصين وإيطاليا، الذين اطلعوا على 50 في المئة من المصابين بفيروس كورونا، أوضحوا أن من كانوا يستخدمون نظام ضغط الهواء الإيجابي المستمر، لم يكونوا في حاجة لاستخدام أجهزة تنفس.
وأضافوا: “إذا أمكن استخدام تلك التقنية مع المرضى من الحالات المتوسطة، الذين يمكنهم التعافي باستخدامها، فإن ذلك سيوفر الكثير من أجهزة التنفس التقليدية، التي تحتاج إليها الحالات الحرجة لإنقاذ حياتهم”.
ويقول الموقع إن الجامعة تقوم بتجربة هذه التقنية بتصميمها الجديد في إحدى مستشفياتها، بينما تقول “مرسيدس إي إم جي” إنها جاهزة لبدء إنتاج الجهاز الجديد على نطاق واسع في الحال”.
6- مشاكل الاستخدام؟
تكمن مشكلة أجهزة التنفس الصناعي الأولى في عدم توافرها بالأعداد، التي تكفي لعلاج كل مصابي كورونا الذين يحتاجون لتنفس صناعي لإنقاذ حياتهم، والمشكلة الثانية هي أن عدد المتخصصين في التعامل معها داخل غرف العناية المركزة ربما يكون أقل من العدد المطلوب في مثل هذه الحالات، لأن التعامل مع تلك الأجهزة في حالة وجود مريض به فيروس معدي، يحتاج إلى فرق طبية على أعلى مستوى، حتى لا ينتقل إليهم الفيروس في حالة حدوث أي خطأ.
والمشكلة الثالثة أن جهاز التنفس الصناعي له تصميم معقد ويمكن أن يسبب صدمة وآلاما للمريض إذا لم يتم إعداده بشكل صحيح، وهذا ما يعني أنه حتى من يستطيعون التعامل مع أجهزة التنفس الصناعي خارج العناية المركزة، ربما لا يكونون مهيئين للعمل عليها داخل غرف العناية المركز.
7- كيف يتم تصنيعها؟
يعد جهاز التنفس الصناعى من أكثر الأجهزة الطبية تعقيدا لأن أقل نسبة خطأ فيه تعني أنه سيقتل المريض في الحال، ويتكون من محركات، وفلاتر، وصمامات، كما يحتاج إلى دوائر إلكترونية، وكل مكون من هذه المكونات يجب أن يكون على أعلى درجات الكفاءة، كما يقول قال الدكتور شريف عزت رئيس شعبة صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية باتحاد الصناعات المصري، لموقع صحيفة “اليوم السابع” المصرية.
ولفت إلى أن تصنيع الجهاز يستغرق وقتا طويلا، ويحتاج اختباره وقتا آخر ليكون صالحا للاستخدام، وتجرى الاختبارات على كل جزء من أجزاء وحدته على حدى، ثم عمل اختبارات الجهاز بالكامل بعد التركيب ليستمر عمله خلال فترة الاختبار لأن الخطأ البسيط فى هذا الجهاز لو نسبته 10% يقتل المريض فى الحال.
8 – ما هي أضخم 7 شركات عالمية تنتج تلك الأجهزة وأين توجد؟
أورد موقع “إم إس ميديكال ديفيس” الأمريكي، قائمة بأضخم 7 شركات تصنع أجهزة التنفس الصناعي في العالم، وفقا لحصصها السوقية على المستوى العالمي:
1- أمريكا
تعد شركة بيكتون وديكينسون، واحدة من أكبر الشركات المصنعة لأجهزة التنفس الصناعي في العالم، وهي شركة أمريكية متخصصة في التكنولوجيا الطبية.
2- هولندا
تعد شركة فيليبس العالمية، المتخصصة في الإلكترونيات من أكبر الشركات المتخصصة في صناعة أجهزة التنفس الصناعي، ويقع المركز الرئيسي للشركة في هولندا.
3- سويسرا
تعد شركة هاميلتون ميديكال، واحدة من أضخم الشركات المتخصصة في صناعة أجهزة التنفس الصناعي، إضافة إلى المهمات الطبية الأخرى، ويقع مقرها في سويسرا.
4- نيوزيلندا
تنتج شركة “فيشر آند بيكل هيلثكير” أجهزة التنفس الصناعي وتبيع منتجاتها لأكثر من 100 دولة حول العالم، ويقع مقرها في نيوزيلندا.
5- ألمانيا
تعد شركة “دريغر” الألمانية من أكبر الشركات العالمية المنتجة لأجهزة التنفس الصناعي، والأجهزة المرتبطة بها لرعاية المرضى داخل غرف العناية المركزة.
6- ميدترونيك
يوجد مقرها الرئيسي في دبلن عاصمة جمهورية أيرلندا، وتعد من كبرى الشركات المنتجة لأجهزة التنفس الصناعي في العالم، ولها مقر آخر في الولايات المتحدة الأمريكية.
7- أمريكا
تعد شركة جنرال إلكتريك هيلث كير، من أكبر الشركات المنتجة لأجهزة التنفس في العالم.