أسرة ومجتمعتوب ستوري
احتفالا بعيد الحب .. قصة حدثت في عهد رسول الله تحمل الكثير من الرومانسية
يحتفل العالم اليوم بعيد الفالنتاين أوعيد الحب وهو ذكري موسمية يتبادل فيها العشاق خاصة من الأزواج والزوجات الهدايا والمشاعر الرومانسية وبهذه المناسبة قررنا أن نعرض لكم قصة حدثت في عهد رسول الله ربما لا تعرفها الأجيال الحالية إنها قصة حب زينب بنت رسول الله ﷺ وزوجها وحبيبها أبو العاص ،
قبل البعثه ببضع سنين لم تكن زينب رضي الله عنها، جاوزت العاشرة من عمرها حين بدأت تنظر إليها عيون الهاشميِّين، وتنافست بيوتات مكة على الظفر بها عروسًا لمن يختاره أبواها من كرام الفتية القرشيِّين وتقدم لها العشرات والعشرات من كرام القوم لكن دائمًا ماكانت ترفضهم رغم صغر سنها ..
حتى تقدم لها أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، وهو من أشراف مكة، فجاء إليها النبيﷺ وقال لها أبن خالتك تقدم إليك فأحمر وجهها وتبسمت ثم وافقت عليه وسط غبط من شباب قريش لأنه ظفر بأجمل النساء خُلقًا وخلقه، وكان ذلك قبل مهبط الوحي على رسول الله..عاشت زينب مع أبو العاص و أنجبا طفلين..الابن الاكبر اسمه علي والثاني إمامة
كان أبو العاص يشتغل بالتجاره وزينب كانت تكره هذا العمل لأنه يُبعده عنها بالشهور وكانت لا تطيق بعدهُ عنها ، ولما نزل الوحي على رسول الله كانت ابنته زينب من اوائل الناس الذين اسلموا وكان زوجها في التجاره لا يعلم أي شيء عمايحدث في مكه
وبعد أشهر رجع لمكة فأستقبلته وأجلسته ثم بدأت بالحديث وقالت له عندي لك خبرٌ عظيم، ففزع أبو العاص وقال لها ماذا؟ فقالت له ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺃﺑﻲ ﻧﺒﻴﺎً ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻼ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺃﻭلا ً؟
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷُﻛﺬِّﺏ ﺃﺑﻲ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻛﺬﺍﺑﺎً ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ الأﻣﻴﻦ ﻭ ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺇﺧﻮﺗﻲ ، ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ (علي بن أبي طالب)، ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺘﻚ عثمان ، وصديقك أبو بكر ..
فقال أما انا فلا احب الناس أن يقولوا كفر بدين أبائه ارضاءً لزوجته ثم قال لها فهلا عذرت وقدرت؟ فقالت ومن يعذر إن لم أعذر انا ولكن انا زوجتك اعينك على الحق حتى تقدر عليه ..
عاشت زينب برفقه زوجها 20 عاما وهو مشرك وهي مسلمة قبل أن يحرم الله الزواج من المشركين ، واستمرت معه تصونه وتحافظ عليه وتحاول أن يسلم لكن دون جدوى ،
في هذه الأثناء طلق عتبه وعتيبه أبناء ابي لهب بنات الرسول رقيه وأم كلثوم بعد بعثه النبي ﷺ .. لكن أبو العاص رفض تطليق زينب على الرغم من أن سادة قريش عرضوا عليه الاموال واختيار خمسه من نساء قريش مقابل تطليق زينب
لكنه رفض كل ذلك ولم يسمح لأحد ان يمس زوجته بسوء ، فحبه لزينب كان أكبر من كل اموال قريش وعروضهم ، حتى جاء اليوم الموعود يوم معركه بدر الكبرى!
خرج رسول الله مع المسلمين لملاقاة قريش وخرج أبو العاص مع جيش المشركين، فخرجت زينب تسأل عن خبر زوجها..وﺘﺴﺄﻝ : ماذا فعل أبي؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﺎ : انتصر المسلمون ﻓﺘﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺖ : ﻭماذا فعل زوجي؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : أسره حموه ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﺭﺳﻞ في فداء زوجي ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ شيء ثمين ﺗﻔﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ سوى شيء واحد فقط..
كانت السيدة خديجه بنت خويلد رضي الله عنها قبل أن تتوفى أهدت زينب أحب عقدٍ لديها لتحتفظ به هذا العقد كانت تلبسه زينب ولا يفارقها ابدًا وعندما أُسر زوجها لم يكن لديها سوى هذا العقد الثمين فأرسلت العقد مع شقيق أبو العاص ليذهب به إلى المدينه ويطلق سراح أبو العاص..
وبعدها بيومين ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ﻭ ﻳﻄﻠﻖ ﺍلأﺳﺮﻯ، ﻭ فجأة ﺭﺃﻯ ﻋﻘﺪًا كان مألوفًا جدًا لديه كان هذا عقد حبيبته وزوجته واحب الناس إلى قلبه ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ فحن قلبه وأخذت العبره تخترق صدره الطاهر فسأل : ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﻣﻦ ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ :هذا فداء أبو العاص بن الربيع ، فبكى النبيّ بشدة وقال هذا عقد خديجه ثم نهض وقال أيها الناس إن هذا الرجل (يقصد أبو العاص) ماذممناه صهرًا ﻓﻬﻼ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﺳﺮه ؟ ﻭ ﻫﻼ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥْ ﺗﺮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺪﻫﺎ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ.
فأعطاه رسول الله العقد وقال له قل لزينب لا تفرطي في هذا العقد ابدا.. ثم قال له يا أبا العاص هل لك أن اساررك بيننا ؟ بمعنى أن اقول لك امرًا بيننا .. ﺛﻢ ﺗﻨﺤﻰ ﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : يا أبا العاص إن الله أمرني أن افرق بين مسلمة وكافرة فهلا رددت ابنتي إلي؟
ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻜﺔ بكل حب ولهفه، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ : ﺇﻧّﻲ ﺭﺍﺣﻞ. ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟ فقال لست انا الذي سيرتحل بل انتي سترحلين إلى أبيك.. فقالت لم؟ فقال: قد فرق الله بيني وبينك..
مشت زينب وقلبها يكاد ينفطر على فراق زوجها لكن عليها أن تطيع ربها وأباها ﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﺪﺃ الخطاب ومنهم كبار الصحابه ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ، لكنها ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ باستمرار..على أمل ان يعود زوجها ويسلم ،
ﺑﻌﺪ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮه ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ فأخذوا قافلته وأرادوا أسره ﻓهرب منهم وتوجه ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ وطرق بابها..
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻪ : ﺃﺟﺌﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً ؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺟﺌﺖ ﻫﺎﺭﺑﺎً. ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴﻠﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ. ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻼ ﺗﺨﻒ ،ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ ، ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻣﺎﻣﺔ..
واثناء صلاة الفجر بعد أن أم النبيﷺ بالناس ، إذا بصوت يأتي من خارج المسجد يقول (أجرت أبا العاص بن الربيعه) فقال رسول الله : هل سمعتم ماسمعت؟ فقالوا نعم يارسول الله. فقالت زينب يارسول الله إن ابا العاص ان بعد فهو ابن الخاله وان قرب فأبو الولد وقد أجرته يارسول الله ، فوافق الرسول
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ الرسول ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ اكرمي مثواه فأنه ابن خالتك وابو العيال ولكن لا يقربنك فأنه لا يحل لك.. ﻓﻘﺎﻟﺖ : نعم يارسول الله فدخلت وقالت لأبو العاص: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا؟ هل لك أن تسلم وتبقى معنا؟
ورغم كل الحب الذي بقلبه لزينب إلا ان الكبر مازال في قلبه ورفض الاسلام وخرج من عندها وهو يبكى بشدة وهيا مرضت من الزعل على حبيبها الذي لا يريد أن يؤمن ، فﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻗﻒ ﻭ ﻗﺎﻝ : أيها الناس هذه أموالكم أبقي شي؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓﻴﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ. فنطق الشهادتين أمام الناس وعاد مره أخرى للمدينه بعد أن انهكه الشوق ، ودخل على رسول الله المسجد وقال له أجرتني بالأمس واليوم جئت مسلمًا فهل تأذن لي يانبي الله أن اراجع زينب؟
فأخذه النبيّ وقال له تعال معي حتى وصل إلى منزل زينب وقال لها ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻥّ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ اليوم يستأذنني أن يراجعك فهل تقبلين؟ فأحمر وجهها ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ كما أحمر وجهها منذ زمن طويل عندما تقدم لها،
بعد عام من هذه الواقعه توفت زينب رضي الله عنها فبكى عليها بكاءً شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يهون عليه وهو يقول (والله ماعدت أطيق الدنيا بعد زينب يارسول الله ) ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺯﻳﻨﺐ أهلكه الشوق لزينب وتوفي ليلحق بها..