ما الأضحية، وما شروطها الصحية والشرعية، وموعد ذبحها، وكيف تقسم وتوزع، وآخر ميعاد للذبح المشروع، وما حكم ذبح الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات، وإهمال تنظيف ما بعد الذبح؟.. أسئلة يجيب عنها عدد من علماء الدين وطبيب بيطري في التقرير التالي..
الأضحية والشعائر..
المعروف أن الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، بتقديم ذبح من الأنعام، وذلك من أول أيام عيد الأضحى ، حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها، وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل النسة والجماعة الفقهية الشافعية والحنابلة والمالكية، ما عدا الحنفية.. فهم يرون أنها واجبة، وقال بوجوبها ابن تيمية وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو أحد القولين في مذهب المالكية.
الشروط الصحية للأضحية ..
هناك عدد من الشروط التي يتم على أساسها اختيار أضحية العيد بطريقة صحيحة، أهما اتباع السن المحدد للأضحية، حيث يجب ألا يقل عمر الإبل عن 5 سنوات، وعامين للأبقار، وسنة للماعز، و6 أشهر للضأن، ويوضح الدكتور أيمن عادل الطبيب البيطري أهم الشروط الصحية للأضحية ، بأن تكون خالية من العيوب في العين أو الجلد أو مقطوعة الأرجل، ويظهر عليها الهزال الشديد.
وأن تكون عيونه لامعة ليس بها احمرار، ولا توجد فراغات بالجلد تدل على أنه مصاب بمرض جلدي، وألا تكون الأضحية مصابة بالإسهال، وأن الفضلات ليست ملتصقة بجسده من الخلف.
وكذلك تظهر على الحيوان علامات النشاط والحركة والإقبال على تناول الطعام، وألا تكون هناك جروح بجسمه أو أورام، مع مراعاة ألا يكون هزيلًا وقليل اللحم، ويتم ذلك من خلال الإمساك بسلسلة الظهر فإذا لمست الفقرات من الداخل بسهولة دل ذلك على ضعف الحيوان، ويفضل عدم شراء الخروف المنفوخ البطن لامتلائها بالماء والملح.
ونصح الطبيب البيطري، بعدم شراء الأضحية قبل الذبح مباشرة ونقلها من مكان إلى آخر، حيث يفضل شراء الحيوانات المخصصة للذبح قبلها بيوم أو يومين لتلافي المشاكل الناجمة عن نقل الحيوانات والأثر الذي يظهر على الذبيحة وقطعيات اللحوم.
حكم الأضحية ..
أما حكمها، كما يوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، بأنها سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا إثم في تركها، كما أنها مشروعة بالقرآن الكريم في قول الله تعالى: “فصلي لربك وانحر”، وأجمع عليها المسلمون في كل زمان ومكان.
شروطها في الإسلام
ويؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، ضرورة أن تكون الأضحية من الأنعام، وتشمل الضأن “أقل سن 6 أشهر فصاعدا”، والماعز “أقل سن سنة فصاعدا”، والبقر والجاموس “أقل سن عامين فصاعدا”، والإبل “أقل سن 5 سنوات فصاعدا”، كما يشترط أن تكون خالية من العيوب التي تخل باللحم، والعيوب التي تؤثر في المنظر العام بالأضحية، مستشهدًا بقوله تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”.
ويشترط كذلك، أن تكون الأضحية في مظهر حسن، أي لا تكون مكسورة القرن ولا عجاف أو هزيلة أو مريضة، كما يجب ألا تكون مكسورة الأسنان، ولا عوراء أو عمياء، ولا تكون مقطوعة اللسان بالكلية أو ما ذهب منه جزء يسير، ولا تكون جدعاء وهي مقطوعة الأنف، مقطوعة الأذنين أو إحداهما، أو ما قطع من أذنها مقدار كثير وقدر الكثير بالثلث، أو مريضة بين مرضها، أو عوجاء بين ضلعها، كما يجب أن تكون بلغت السن المعتبرة.
موعد الذبح..
أما عن موعد ذبحها، فإنه يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى ، وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن أيام الذبح أربعة، يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده، والأفضل أن يبادر بالذبح بعد صلاة العيد، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أنه تجوز الوكالة في الأضحية، وتجوز أن تكون عن الميت خاصة إذا أوصى بها، ويعطي أهل الكتاب منها من المسيحيين واليهود، كما أن الاشتراك في الأَضحية لا يكون إلا في البقر والجاموس والإبل، ولا يجوز الاشتراك لأكثر من 7 أشخاص في الأضحية.
آداب المضحي ..
ويتابع أنه من آداب المضحي أن يشهدها وأهلها، منوهًا أن هناك تقصيرًا فادحًا وفاضحًا من جانب الأحياء والمحليات، حيث يتم ذبح الأضحية بالشوارع والطرقات، وهذا يعتبر عملًا همجيًا يخالف آداب البيئة والإسلام، فلابد أن تكون هناك سيارات متحركة لذبح الأضحية بها، كما يجب أن يوجد بها أطباء للكشف على الأضحية قبل ذبحها ويكون نظير رسوم رمزية وذلك حفاظًا على البيئة.