علاج ضربة الشمس في البيت واكتشاف الأعراض وطرق الوقاية

ضربة الشمس من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تصيب الإنسان نتيجة التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس الحارقة، وخاصة خلال فصل الصيف أو أثناء ممارسة الأنشطة البدنية في أجواء مرتفعة الحرارة.
وتُعتبر ضربة الشمس من أنواع الإجهاد الحراري، لكنها الحالة الأشد خطورة؛ إذ قد تتسبب في ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، مما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الأعضاء، وقد تصل إلى فقدان الوعي أو الوفاة إذا لم تُعالج بسرعة.
أوضحت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية، أن ضربة الشمس ليست مجرد إرهاق عادي، بل قد تتحول إلى حالة طبية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وفعالية.
وأضافت الدكتورة مروة، أن الإسعافات الأولية في المنزل يمكن أن تكون كافية في الحالات البسيطة، لكنها تتطلب وعيًا تامًا بالأعراض وطرق التبريد الصحيحة.
ورغم أن ضربة الشمس تتطلب في بعض الأحيان تدخلاً طبيًا عاجلاً، إلا أن هناك حالات يمكن التعامل معها داخل المنزل إذا تم اكتشاف الأعراض مبكرًا، وتم تطبيق الإسعافات الأولية بشكل صحيح.
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة مروة، كيفية علاج ضربة الشمس في المنزل، وأهم الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بها.
أولًا: كيف تحدث ضربة الشمس؟
تحدث ضربة الشمس نتيجة فشل الجسم في تنظيم درجة حرارته بعد التعرض المطول للحرارة العالية، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة داخل الجسم. وقد يحدث ذلك بسبب:
التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.
ممارسة نشاط بدني شديد في الطقس الحار.
ارتداء ملابس ثقيلة أو غير مناسبة.
نقص السوائل في الجسم بسبب التعرق الزائد وعدم تعويض ذلك بالترطيب الكافي.
ثانيًا: أعراض ضربة الشمس

يجب التعرف على الأعراض فورًا للتدخل السريع، وتشمل أبرز أعراض ضربة الشمس:
ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم (تتجاوز 40 درجة مئوية).
صداع شديد.
احمرار الجلد وجفافه (في الحالات المتقدمة لا يحدث تعرّق).
دوخة أو دوار.
تسارع نبضات القلب.
قيء أو غثيان.
اضطرابات في الوعي، مثل التشوش أو الإغماء.
ضعف العضلات أو التشنجات.
ثالثًا: الإسعافات الأولية لعلاج ضربة الشمس في البيت
إذا ظهرت أعراض ضربة الشمس على أحد الأشخاص، يمكن اتباع الخطوات التالية في المنزل إذا كانت الحالة في مراحلها الأولى أو المتوسطة:
1. إبعاد المصاب عن مصدر الحرارة
أول خطوة يجب القيام بها هي نقل المصاب فورًا إلى مكان بارد ومظلل، بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة. ويفضل أن يكون المكان مكيفًا أو على الأقل جيد التهوية.
2. تبريد الجسم تدريجيًا
تبريد الجسم بسرعة أمر حاسم، لكن لا يُنصح باستخدام الماء البارد جدًا أو الثلج مباشرة. يمكن تبريد الجسم من خلال:
إزالة الملابس الزائدة أو الثقيلة.
وضع مناشف مبللة بماء فاتر على الجسم، خاصة على الرأس والعنق وتحت الإبطين.
رش الجسم بالماء أو استخدام مروحة لتبخير الماء وتبريد الجلد.
الاستحمام بماء فاتر إن أمكن.
3. تقديم السوائل
في حال كان المصاب واعيًا ويستطيع البلع، يجب إعطاؤه كميات صغيرة ومتكررة من الماء البارد أو السوائل الغنية بالإلكتروليتات لتعويض نقص السوائل والأملاح، مثل:
الماء الممزوج بالقليل من الملح والسكر.
مشروبات رياضية تحتوي على أملاح ومعادن.
لا يُنصح بإعطاء المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، لأنها تزيد من الجفاف.
4. الراحة التامة
يجب أن يستلقي المصاب ويأخذ قسطًا من الراحة، ويفضل رفع قدميه قليلاً لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ، ومتابعة حالته باستمرار.

رابعًا: متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
رغم أن ضربة الشمس يمكن علاجها في البيت في بعض الحالات، إلا أن هناك حالات طارئة تستدعي التدخل الطبي العاجل، وتشمل:
فقدان الوعي أو تغيّر في مستوى الإدراك.
عدم القدرة على شرب السوائل أو التقيؤ المستمر.
عدم انخفاض درجة الحرارة رغم الإسعافات.
وجود تشنجات أو تسارع في ضربات القلب.
في مثل هذه الحالات، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا وعدم الانتظار.
خامسًا: الوقاية من ضربة الشمس
الوقاية دائمًا خير من العلاج، ويمكن تجنب الإصابة بضربة الشمس من خلال اتباع النصائح التالية:
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحًا و4 عصرًا.
ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة، ويفضل أن تكون من القطن.
استخدام القبعات والنظارات الشمسية، مع وضع كريم واقٍ من الشمس.
الترطيب المستمر بشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم، حتى دون الشعور بالعطش.
الابتعاد عن المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي بكثرة.
الراحة في أماكن مظللة أو مكيفة، وخاصة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
التوقف عن أي نشاط بدني عند الشعور بأي من أعراض الإرهاق الحراري أو ارتفاع الحرارة.