الشعلة

وزير الأوقاف: حب الوطن ليس شعارا

مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان , والوطنية الحقيقية ليست شعارات ترفع أو عبارات تردد , إنما هي إيمان بالوطن وعمل دءوب على رفعة شأنه أو استعداد دائم للتضحية من أجله.

وفي السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل , لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل , وكأنه لم يكن أصلاً ثابتًا , فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك , بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر .

وقد قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم , كبيرهم وصغيرهم , قويهم وضعيفهم , مسلحهم وأعزلهم , كل وفق استطاعته ومُكنته , حتى لو فنوا جميعًا , ولو لم يكن الدفاع عن الديار مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم .

على أن المواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن ، والحرص على أمن الدولة الوطنية ، واستقرارها ، وتقدمها ، ونهضتها ، ورقيها  , كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات.

ومن واجب الوطن على أبنائه أن ينفروا خفافا وثقالا حيث اقتضت مصلحة الوطن ذلك , وإذا كان من واجبهم افتداؤه بأرواحهم ودمائهم متى تطلب الأمر ذلك , فإن مشاركتهم الإيجابية في كل ما تقتضيه مصلحة الوطن هو أضعف الإيمان في باب الانتماء الوطني وحب الوطن والإخلاص له .

ولا شك أن هذه الإيجابية التي ننشدها ونسعى إليها , ونعمل على تحقيقها واقعا ملموسا في حياتنا , تقتضي المشاركة الفاعلة في كل الاستحقاقات القانونية والدستورية , وأن نحكم ضميرنا الوطني ونعلي مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة شخصية أو حزبية حتى نبني بلدنا ونسهم بقوة في تحقيق تقدمه ورقيه , وتبقى عملية الاختيار مسألة ضمير وطني خالص وفق ما يمليه هذا الضمير على صاحبه في اختياراته , بل في كل شئون حياته.

حب الوطن – أيضا- يكون بالعمل والإنتاج والإتقان , حب الوطن يكون بالتكافل والتراحم بين أبنائه , ولا سيما أننا مقبلون على شهر الخير واليمن والبركات .

حب الوطن وقضاء حوائج الناس أمر لا ينفك عن التدين الصحيح بل هو لازمة من لوازمه , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ” (صحيح مسلم) , لما في ذلك من كف الشر والأذى عن الناس , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “كُفَّ أَذَاكَ عَنِ الناس فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بها عن نَفْسِكَ” (رواه أحمد) , فما بالكم بمن يسعى في الخير والبر وقضاء حوائج الناس , والعمل على رقيّ وطنه وتقدمه ؟

مقالات ذات صلة

“قبل رمضان بأيام”.. شعبة الدواجن تزف بشرى سارة بشأن أسعار الفراخ البيضاء

admin

السودان.. تمديد إغلاق المجال الجوي حتى 15 أغسطس

admin

11 قتيلا و20 مفقودا جراء إعصار في جنوب البرازيل

admin