الشعلة

نور النساء : الأميرة المسلمة التي ضحت بحياتها لدحر النازية

وصفها البريطانيون بالشجاعة ولقبوها بالبطلة لــ “عملها بتفانٍ وإخلاص من أجل الحرية”، وقتلها النازيون بعد تعذيبها بشكل وحشي لمدة عشرة أشهر.

إنها الأميرة الهندية المسلمة، نورالنساء عنايت خان، التي قد تظهر صورتها على أكبر عملة ورقية في البلاد من فئة خمسين جنيه استرليني عام 2020، تكريماً لها.

“بطلة المسلمين والبريطانيين”

أقامت المملكة المتحدة تمثالاً للأميرة المسلمة التي ولدت في روسيا عام 1914، في ساحة “غوردون” الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية، لندن، وأزيح عنه الستار بحضور الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث، وابنتهما الأميرة آن.

عملت الأميرة التي ترعرعت في بريطانيا وفرنسا، في صفوف قوات النخبة في مجال الجاسوسية لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية، كمشغلة للراديو اللاسلكي عام 1942. وكانت أول امرأة تقوم بتلك المهمة في فترة احتلال ألمانيا النازية لفرنسا، ودفعت حياتها ثمناً “لإخلاصها لوطنها”.

ألقي القبض عليها من قبل النازيين في فرنسا، واقتيدت إلى سجن انفرادي في ألمانيا، وتعرضت للتعذيب وللتجويع وللضرب لمدة عشرة أشهر متواصلة، إلا أنها لم تستسلم ولم تكشف عن الأسرار التي لديها ولا عن مهمتها، لتنتهي حياتها بإطلاق النار عليها وعلى ثلاثة اعتقلوا معها في 13 سبتمبر/أيلول 1944.

تكريم

بعد مقتلها تم منحها وسام “صليب جورج” في المملكة المتحدة، وهو وسام يُمنح لمن قام بأعمال بطولية نادرة، تكريماً لها على شجاعتها وبطولتها.

كما منحتها فرنسا وسام “صليب الحرب” الذي يُمنح للأبطال في البلاد. وأقامت فرنسا لها نصبين تذكاريين بالإضافة إلى إحياء ذكرى وفاتها سنوياً.

وتحولت سيرة حياتها إلى أفلام سينمائية ووثائقية ومسرحيات على خشبات المسارح في الهند والمملكة المتحدة وفرنسا.

صليب السلام في ولاية ميريلاند الأمريكية يثير جدلا بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة

نور عنايت خان خلال فترة تجنيدها في سلاح الجو المساعد للسيدات

أسرة ملكية

قيل الكثير عن الأميرة، وغطت جميع الصحف أخبارها لبطولتها النادرة عند الاعلان عن مقتلها.

وكتبت الباحثة، باسو التي درست حياتها لمدة ثماني سنوات: “لم تتصرف الأميرة نور مدفوعة بولائها المطلق لبريطانيا، بل بسبب كرهها للفاشية والديكتاتورية، كانت فتاة حسناء جميلة وشجاعة وذات شخصية قوية، وذكية وحساسة وموسيقية أتقنت العزف على عدة آلات موسيقية إلى جانب اتقانها للغات الهندية والفرنسية والإنجليزية”.

وقالت باسو عنها: “تربت على مبادئ التسامح الديني وكره العنف والاحتلال بكل أشكاله على يد والدها الصوفي وكانت من دعاة استقلال الهند عن بريطانيا”.

ترعرعت في كنف والدها الموسيقي الصوفي، وعُرف عن جدها الأكبر، السلطان تيبو، رفضه الخضوع للحكم البريطاني وقاد معارك ضد الاحتلال، فقُتل في إحداها عام 1799.

انتهى الأمر بأسرة نور النساء، الهروب إلى موسكو في روسيا حيث وُلدت نور، في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1914 لأب هندي وأم أمريكية.

مقالات ذات صلة

وحدة الرسالات السماوية.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء

admin

تنسيق الدبلومات الفنية 2023 نظام 3 سنوات.. تعرف علي الكليات المتاحة

admin

“بيت الروبي” يتربع على عرش إيرادات السينما خلال منافسة عيد الأضحى

admin