الشعلة

علي محمد الشرفاء يكتب: سنة الرسول أفعال وليست أقوال

جاءت رسالة الاسلام تحمل قيما إنسانية سامية ليطبقهارسولنا الكريم على ارض الواقع متبعا قيم القران والأخلاقيات التى يدعو لها ولذلك وصفه الله سبحانه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) وأضاف بعدا اخر مكملا للاخلاق وهو الرحمة قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107). وما بين الخلق العظيم والرحمة فضائل عديدة تحث على المحبة والتسامح وتبين ان الدين علاقة فردية بين الله والعبد وحرية العقيد كفلها الله سبحانه للناس بقوله (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنيين ) ثم أية اخرى نصت على حرية الأختيار فى قوله تعالى (فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر)(الكهف:29) ترك للانسان حرية القرار فى اختيار العقيدة الدينية كيفما يشاء كما ان الله سبحانه يبلغ عباده بان يتخذوا من سلوك رسوله الكريم قدوة ومثلا اعلى فى ترجمة القيم القرانية والفضائل التى يدعو الله فى التعامل مع الناس بممارستها سلوكا وعملا يحقق لأفراد المجتمع حياة آمنة واستقرار دائم يعيش فيه الجميع بالرحمة والخلق العظيم حياة مطمئنة ينتشر فيها السلام والتعاون والتكافل لكل أفراد المجتمع دون استثناء ويصف الله سبحانه رسوله بقوله ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب: 21) ليكون قدوة للمسلمين ياعوه فى السلوك الحضاري فى التعامل بين الناس مما يعنى ان السنة أفعال وليست أقوال فالأيات التى يحملها فى كتاب كريم هي حديث الهي وأقوال الله كلفه الله بها ليبلغها للناس فلم يكلفه الله سبحانه بأحاديث وأيات غير كلام الله وتشريعاته والتى تعبر عن سنة الرسول الحقيقية أفعال أصبحت سنة الرسول عليه وليست أقوال أوأحاديث ملفقة بل أصبح تعامله مع الناس فى علاقاته الاجتماعية ترجمة واقعية لخلقه وسلوكه تطبيقا لما تدعو اليه الآيات فى القرآن الكيريم من قيم الفضيلة والأخلاق التى جعلها الله برنامجا عمليايعيد صياغة شخصية الانسان أخلاقا ورحمة ورأفة وتعاطف وتكاتف تكون لديه لغة الحوار تقاربا وتآلفا مفرداتها الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة واحترام الرأي وممارسة العفو والتسامح والدفع بالتى هي أحسن والوقوف مع المظلوم والتمسك بالعدل والانصاف وتقديس حق الحياة للانسان وحماية كافة حقوقه من الاعتداء عليها ليتحقق له الأمن والسلام فى المجتمع الذي يعيش فيه ليحيا حياة كريمة يتنافس فيها كل أفراد المجتمع فى سبيل الخير والمنفعة المشتركة مستر شدين بسلوك الرسول عليه السلام وتصرفاته مع الناس وعلاقاته الانسانية التى تتسم بالقيم النبيلة ومبادئ الفضيلة تلك بعض من صفات الرسول عليه السلام الذى جعله الله مثالا يحتذى به ويقتدى به أتباعه من المسلمين وأصبحت تلك القيم والأخلاق سنته الحقيقية وسيرته ليكون الأسوة الحسنة للناس فإذا لابد من تصحيح،مصطلح السنة انها الأسوة وتعني القدوة والسنة تعني السيرة كما تعني الافعال التي يمارسها الانسان في حياته و تعني السلوك الذي ينتهجه أو المنهج الذي يطبقه ويمارسه الرسول فى حياته اليومية وليست السنة والسيرة أقوالا مرسلة ولا يمكن اعتبار الرويات والأقوال المنسوبة للرسول سنته فالقرآن هو المنهج والرسول هو من يطبق المنهج وفقا للارشاد الرباني ومايدعو اليه القرآن الكريم فيصبح القول والحد يث لله وحده سبحانه تأكيدا لقوله سبحانه (الله نزل أحسن الحديث كتابا متسابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فماله من هاد ) الزكر (23) وقوله سبحانه (ويل للمكذبين \فبأي حديث بعده يؤمنون ) المرسلات (49\50) ويقول أيضا سبحانه مؤكدا أن الحديث حديث الله ( ومن أصدق حديثا من الله ) النساء (87) ويؤكد سبحانه تلك الحقيقة بقوله (انه لقرآن كريم \ فى كتاب مكنون\لايمسه الاالمطهرون \ تنزيل من رب العالمين\أفبهذاالحديث أنتم مدهنون ) الوقعة (77\78\79\80\81)ثم يقول سبحانه وتعالى ( فلعلك باخع نفسك على آثاراهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )الكهف (6) ثم يسأل الله رسوله عليه السلام بصيغة استنكارية غير راضية بقوله سبحانه ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) الجاثية (6) تلك أحاديث الله فى آياته فأي أحاديث مزورة جاءت بها الروايات افتراءا على الله ورسوله يصدقها الناس ويؤمنوا بها ويهجروا القرآن وآياته ويتبعون الشيطان ورواياته ويتحدى الله أهل الحديث بأن يأتوا بمثل حديث الآيات القرآنية حيث يقول سبحانه (فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين ) الطور (34 ) وعندما يقول سبحانه ( ومن اصدق من الله حديثا ) فانما ذلك يعنى أنه لايوجد حديث أصدق من حديث الله وأن كل ماتم نقله للناس عبر القرون من روايات أطلق عليها احاديث الرسول غير ماجاء فى القرآن الكريم محض كذب وافتراء بالرغم من محاولات أعداء الله من اطلاق تسميتها سواءا (بالسنة )أو (بالأحاديث) لذا فالسنة اذا هي سيرة الرسول وصفاته الخلقية فأصبح(القول والحديث آيات الله وتشريعاته وعظاته وتوصياته والفعل والعمل يمارسه رسول الله سلوكا ومعاملة فى كل أوقاته ليكون أسوة حسنة وقدوة مثالية لمن يتبعه من المسلمين ويؤمنون برسالة الله التى يبلغهم بها قول الله وحديثه فى آياته وفعل الرسول وسلوكه وتصرفاته مع الناس هي سنته

ولذلك كان المنهج الذي يطبقه الرسول عليه الصلاة والسلام مطبقا القيم القرآنية والاخلاق والفضائل والمعاملة الحسنة مع الناس جميعا ولذلك جعله الله للمسلمين قدوة، حيث يقول سبحانه ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا) (الأحزاب: 21). يأمرنا سبحانه بأن نتأسى به ونتبع المنهج الاخلاقي الذي يتعامل به وليجعله المسلمون قدوة لهم في ممارساته وسلوكياته كما أمرهم الله فتلك هي السنة الحقيقية التي يريدنا الله سبحانه أن نلتزم باتباع رسولنا في كل افعاله، يعلمنا الايمان والاحسان بالحكمة والموعظة الحسنة يعلمنا شعائر العبادات والسلوك بالتعامل مع جميع أفراد المجتمع بالمعاملة الحسنة والصبر على تصرفاتهم السلبية والتعامل معهم بالحسنى والعفو عنهم متبعا قوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )(آل عمران: 134). ليرسم طريق الخير والمحبة والرحمة والعدالة بين البشر ويتبعوا سلوكيات القران التى امرناالله سبحانه بان نعتبر رسولنا الكريم قدوة يحتذى به المسلمون اما ان يصبح كلام البشر وتلفيقاتهم ورواياتهم مرجعية لرسالة الاسلام وأن تعلوا الرويات فوق الايات ويتحقق هجر القران لحساب الروايات والاسرائيليات واتباع اسماء لاناس ماتوا من مئات السنيين لايستطيع الانسان ان يؤكد هل هم حقيقة ام وهم ارادو ان يصرفونا عن القران الكريم، ألم يأمرنا الله سبحانه بأن نجعل رسول الله لنا قدوة فى كل معاملاته بين الناس .
فمن هم الذين تعنيهم الآية الكريمة بجعل الرسول قدوتهم في تعامله مع أهله وقومه والناس أجمعين بالحسنة والرحمة والعدل، هم الذين يرجون الله واليوم الآخر وذكروا الله كثيرا.

علما بأن التكليف الالهي للرسول الكريم ابلاغ الناس برسالة الاسلام فقط تأكيدا لقوله سبحانه ( ياأيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا\وداعيا الى الله وسراجا منيرا ) الأحزاب (456\46) ثم يستمر التكليف الالهي للرسول عليه السلام بخطاب الله له لما أسند اليه فى مسؤلية الرسالة قوله سبحانه ( كتاب أنزل اليك فلايكن فى صدرك حرج أن تنذر به وذكرى للمؤمنين ) الأعراف (2) وحرص الخالق سبحانه على الناس وارشادهم للطريق المستقيم الذى ينجيهم يوم الحساب يدلهم على الوسيلة الوحيدة التى تنقذهم من (يوم لاينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم ) وضع الله للناس سبحانه قاعدة وحيدة لتحقق لهم الأمان التى تدلهم على التمسك بحبل الله حيث يخاطب سبحانه رسوله بقوله (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾) (الزخرف: 43 – 44)، ماذا انزل الله على رسوله ويأمره بالتمسك به أليس القران الكريم ويحذره مع قومه انهم سيسألهم الله يوم القيامة هل اتبعوا قرانه؟ وهل تعرفوا على بيانه؟ وهل تدبرواكلامه واستنبطوا من اياته احكامه وتخلقوا بفضائله ليحسن الانسان إسلامه؟ ، كلا حينما يتهم القرآن المسلمين على لسان رسوله ويشتكي لله قومه بقوله (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ الفرقان وأعرضوا عن المنهاج الالهي واستبدلوه بالروايات المفتراة على الله ورسوله عليه السلام ،فهل سيُسأل الانسان يومئذ هل اتبعت البخاري ومسلم والترمذي وأئمة المذاهب المتعددة عند السنة أو عند الشيعة والمئات من ناقلي الروايات والاسرائيليات المدسوسة على رسولنا الكريم؟التي نسبوها للصحابة وتم تدوينها بعد قرنين من الزمان والله وتلك الآيات المذكورة أعلاه تبين للناس أن آيات الله هي أصدق الحديث مماتناقله الناس من الروايات وأن لايصدقوا ماجاء فيها اضافة الى مااصاب الناس من حيرة والتباس وهم يبحثون عن صحتها ومصادرها ممايدل ذلك الجهد المضني على عدم مصداقيتهاخاصة والشك والريبة تحوط حول مصداقيتها عندما يبحث الانسان عما يسمعه أو ينقل اليه من أقوال يراجع نفسه بالبحث عن صحتها مما يعنى أن الله صدق قوله سبحانه (ومن أصدق من الله حديثا ) وكذب الرواة وكتب الصحاح ومرجعياتها فالله يحذر الناس من افترآتهم حتى يحصنهم سبحانه من تزوير الروايات التى ألفلها المتآمرون على رسول الله و كتاب الله المبين ويحذر الناس سبحانه منذ اربعة عشر قرنا بأنكم ستواجهون سيلا عظيما من الأكاذيب والروايات التى تفتري على الرسول بمسماها الخادع والكاذب باطلاق تسميتها بالأحاديث فاحذروا أيها الناس من الخديعة ومحاولات أعداء الاسلام من تشويه رسالته وأن الله سبحانه حذرهم قبل قرنين من الزمان قبل بداية محاولات الشياطين لاطفاء نور الله بكلماتهم ورواياتهم بقوله سبحانه (يريدون أن يطئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) التوبة (32) بعد تلك الآيات التى تفضح أهل الكذب والبهتان كيف نصدق كل المنقول من الروايات والذين تجرؤا على الله ورسوله بتأليفهم أقوالا منسوبة للرسول وهو عليه السلام برئ مما نسب اليه ظلما وافتراءا كيف يمكن ان يخالف رسول الله رسالة ربه؟ وهو يأمره بالتمسك بالقران ويخبره بانه ذكر له ولقومه وسوف تُسألون عنه يوم القيامة تحذير من الله بان من يتبع غير القرآن سيكون فى موقف العقاب والحساب فهل من المنطق ان الرسول وهو مكلف بتبليغ القرآن للناس يشرح آياته ويعرفهم أحكامه ان ياتى بأحاديث فيهاأحكام وتشريعات تتعارض مع آيات الله؟ وحينماكلفه الله سبحانه وتعالى بإبلاغ الناس برسالة الاسلام بقوله (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾) (سورة المائدة)ويؤكد سبحانه لرسوله أن تذكير الناس بالقرآن وليس بغيره حيث يخاطب الله رسوله عليه السلام بقوله ( نحن أعلم بمايقولون وماأنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ق (45) فإذا كان ماتعنيه الآية الكريمة بكل وضوح أن مهمة الرسول تبليغ الناس رسالة الاسلام التى تضمنها كتاب الله المبيين وحددت آياته مراد الله لخلقه من دعوته لهم بالعمل الصالح والتسابق للخيرات لتحقيق السلام الاجتماعي للمجتمعات الانسانية ليستمتعوا بحياة الامن والاستقرار يسودها التراحم ويطبق فيها العدل دون اعتداء او ظلم الانسان لاخيه الانسان باي وسيلة كانت لان الله لايحب المعتدين ولايحب الفساد فى الارض ولايحب الظالمين. فكيف يمكن للرسول الكريم ان يبلغ الناس احاديث لم يأمره الله بها فى خطاب التكليف وهو القرآن الكريم بان يأتي باي شيء من عنده غير تعريف الناس بأحكام العبادات ومقاصد الآيات ويشرح لهم سبل السلام ويطبق أمامهم قيم القران وفضائله وهو عليه السلام ينقل عن ربه قوله سبحانه (ومن أصدق من الله حديثا ) فاذا كان حديث الله أصدق الحديث فذلك يعني أن أكذب الحديث ما نسبته الروايات من أقوال مفتراة على الرسول عليه السلام فهل من المنطق أن يحدث الرسول أصحابه بأقوال يبلغهم عن الله تتناقض مع ما جاءت به الآيات فى القرآن الكريم )بأن حديث الله أصدق الحديث (ثم يروي الرسول على الناس أحاديثا من عنده فهل من المنطق أن تتناقض أقوال الرسول بما يتلو على الناس من آيات القرآن الكريم ويقبل المسلمون بتصديق الروايات المنسوبة اليه ظلما وافتراءا بأنها أحاديث الرسول عليه السلام فذلك يعتبر أمر محال وهل يمكن للرسول الأمين أن يبلغ الناس أقوالا تتعارض مع التكليف الالهي أليس يعد ذلك تصادما بين مانسب اليه قوله عليه السلام من كذب وبهتان و ما ينقله عن ربه من الآيات البينات ألايعد ذلك تناقضا بين تبليغ الرسول للناس آيات الله وأحاديثه وبين ما هو منسوب للرسول من أكاذيب وافتراءات أطلق عليها أحاديث الرسول والله واتخذها المسلمون مرجعا يستمدون منه التشريعات الاسلامية ألم يخاطب الله رسوله عليه السلام بصيغة استنكارية ماذهب اليه المسلمون من اتباع أصحاب الروايات المزورة باسم الحاديث بقوله سبحانه ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) الجاثية (6)وهكذا يبين القرآن للناس التزوير على الرسول وارتكاب أئمة التحريف الظلم والبهتان على رسول الله فسيلقون باذن الله جزاءهم يوم الحساب لعنة وعذابا ألم يصف الله رسوله عليه السلام سبحانه وتعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾) (سورة القلم:٤) وأمر عباده بأن يتخذوا الرسول قدوة وأسوة حيث قال سبحانه (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴿٢١﴾)(الأحزاب: ٢١)، حيث ان الله سبحانه يوجه الناس بان يتبعوا رسول الله فى سلوكه وتعاملاته مع أهله وقومه ومع كل الناس دون استثناء رحيما بهم عادلابينهم متسامحا مع من يسيء اليه صادقا وامينا لم يعتدى على حقوق الناس ولَم يظلم احدا منهم ولَم يحابى فى الحق قريبا بل يتعامل بالعدل مع الجميع متساويين أمام الحق يدعوهم للمحبة والتعاون والتكافل ونشر السلام بين الناس وأن يدفع الانسان السيئة بالتى هي احسن يقرب ولايفرق يوحد بينهم يمسح دموع اليتامى ويقف مع الحق ويساند المظلوم.يعطف على الفقراء والمساكين يدافع عن حقوقهم، الكل عنده امام العدالة سواء يزور مريضهم ويتفقد احوالهم، يقود جيش المسلمين فى المقدمة دفاعا عن حقه الالهي فى الدفاع عن النفس تنفيذا للقاعدة الالهية الأبدية فى حكم الدفاع عن النفس بقوله سبحانه ( وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين ) البقرة (190) ونشر دين الحق بالموعظة الحسنة والحكمة وتجده عليه السلام فى حالة الاعتداء على قومه يهب دفاعاعنهم وعن عقيدتهم، ومع ذلك فان عرض المعتدون السلم تقبله بأخلاقياته التى وصفه الله بالرحمة ليعصم الدماء لكلا الطرفين ويحقق السلام هدفه الاسمى هداية الناس لمايصلحهم ويحقق لهم الامن والاستقرار والعيش الكريم وكثير من الفضائل والاخلاق التى وصفه الله بها بالخلق العظيم والرحمة والرأفة يعفو عن المسئ ويصفح ويعطف على الضعيف ويرق قلبه للطفل ويحنوا على الشيخ الكبير وبتلك الخصال النبيلة جعله الله مثلا وقدوة يتبعه المسلمون وقال عليه السلام مخاطبا المسلمين كما أمره الله سبحانه ( ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) آل عمران (31) ولكن المسلمين لم يتبعوا الرسول كما خاطبهم ليغفر الله لهم ذنوبهم ويسكنهم جنات النعيم فى الاخرة لم يتبعوه فيما بلغهم به من التشريعات الالهية والعظات والتوصيات والالتزام بالاحكام فى الآيات ليسترشدوا بها فى الحياة الدنيا ولم يتبعو الرسول فى سلوكه وأخلاقياته فى التعامل مع الناس سواءا كان قريبا أو غريبا ولكن المسلمين هجروا القرآن وأسقطوا من أيديهم شعلة النور التى تضئ للانسان ظلمات الحياة وتنجيه من يوم القيامة وأهوالها فأغوتهم الروايات فتاهوا فى الظلمات واتبعوا الشياطين ناقلي الروايات الذين تسببوا فى خلق الفتن بين الإخوة وتقاتل الاشقاء وسالت بينهم الدماء وتسببت الفتن بالقطيعة بين الأرحام وتم سبي الارامل وسحقوا الأطفال فى الزحام وتساقط القتلى وتفرق المسلمون طوائفا وفرقا تحولوا الى وحوش مفترسة ماتت ضمائرهم وأعرضواعن كتاب الله فحق عليهم غضبه كل ذلك نتائج حتمية لاتباعهم الروايات بدلا من الآيات بالرغم من أن الله سبحانه أبطل مايحتجون به لمانسبوه من أقوال كاذبة على رسوله الكريم أطلقوا عليها الأحاديث باستفساره سبحانه من الرسول فى صيغة استنكارية مخاطبا رسوله عليه السلام (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حيث بعد الله وآياته يؤمنون) الجاثية (6) جريمة كاملة الأركان ارتكبها أتباع الشيطان ليصرفوا الناس عن القرآن فبرواياتهم المزورة خلقوا التباسا خطيرا لدى المسلمين وعمت الحيرة المفكرين بين كلام الله فى قرآنه الواضح الأهداف المبين للناس طريق الخير في آياته وبين أقاويل أتباع الشيطان ورواياته من الفتاوى والتفاسير تحرض الناس على اتباع طريق الشر التى حكمها الهوى وطمع الدنيا فزرعوا الشقاق وشوهوا قيم الأخلاق وتحولت النفوس برواياتهم الى وحوش فقدت الضمير، ترى وجوههم مكفهرة خطابهم امتزج بالحقد الأسود والكراهية يكفرون الناس ويتهمونهم بالردة، تحولوا بواسطة الروايات وكلاء عن الله فى الارض يرتكبون الآثام والمعاصي والله يرشد الناس بقوله سبحانه (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الأحزاب: ٢١)،انما يعني انه يأمر عباده جميعا بان يقتدوا بسلوك الرسول وأخلاقه ويتبعوا المنهج الالهي الذى جعل قيم القران وفضائله يترجمها رسول الله على ارض الواقع تلك هي سنته الحقيقية التى يجب على المسلمين الالتزام بتطبيقها سلوكا ومعاملة وتشريعا، اذا الأسوة قدوة والقدوة سنة يتفاعل بها المسلم مع المنهج الالهي بماينطقه الرسول عليه السلام من وحي القرآن وآياته وقول الله وتشريعاته يبلغ الناس بها ومايطبقه من الارشادات االأخلاقية فى الكتاب المبين عملا وسلوكا وممارسة يومية فى علاقاته الانسانية فى مجتمعه مما جعل مهمة الرسول عليه السلام محددة فى ابلاغ الناس كلمات الله وتشريعاته ويتولى الرسول تطبيق تشريعاته عملا وسلوكا ليصبح القول والحديث لله والفعل والتطبيق على الرسول فلا حديث أصدق من حديث الله وكل قول تسمى بالحديث أبطله الله سبحانه بقوله (الله لااله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) النساء (87) تدل الآية الكريمة كلما سيأتى بعد حد يث الله لايرقى لكي يكون حد يثا بل يصبح أكذب الحديث بما أفترته الروايات وأتباع الشيطان على الرسول ورسالة الاسلام.
لقد نقل الرسول عن ربه آيات بينات من الهدى والفرقان ليخرجهم من الظلمات الى النور ولكن انصرفوا عن القران واتبعوا أهل الروايات التى نسبوها للرسول ظلما وبهتانا وزورا فهجروا القران واتخذوا الى الشيطان سبيلا هل امر الله رسوله بان يحدث الناس بشيء غير القران وتشريعاته ويعلمهم حكمته ويشرح لهم مقاصد آياته وما تدعو هم اليه من خير واصلاح للانسان فى حياته وتأكيدا لتلك المهمة كلف الله رسوله بقوله (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾)(سورة ق:٤٥)، هذه الآية وماقبلها من الآيات المذكورة أعلاه يؤكد الله لرسوله فى تكليفه أمرا محددا ان يتمسك بالقران وان يذكر الناس بالقران، حيث يقول سبحانه (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿١٥١﴾) (البقرة:١٥١). وقوله سبحانه مخاطبا رسوله الكريم وموضحا مهمة رسوله فى ابلآغ الناس بقرآنه ( انما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا )مريم (97) وقوله سبحانه محذرا الناس عن انصرافهم عن القرآن (من أعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا ) طه (100)

هذه الآية تؤكد أيضا التكليف الالهي لرسوله ان يتلوا على الناس آياته من القرآن الكريم ويبين لهم مقاصدالآيات لما ينفع الناس ويصلح حالهم ولايوجد فى القرآن نص يسمح للرسول ابلاغ الناس بأقوال لم يكلفه الله بهافى الآيات الكريمة أو منح الرسول حرية التصرف فى ابلاغ الناس بشيء اخر غير آيات القرآن الكريم كما كلفه الله فى قوله مخاطبا رسوله الكريم تأكيدا للمهمة المكلف بها من ربه بأن يبلغ الناس وينذرهم بما أنزل اليه فى الكتاب المبين (المص ﴿١﴾ كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ ﴿٢﴾ اضافة لأمره سبحانه يخاطب الناس بقوله (اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ ﴿٣﴾) (الأعراف: ١ – ٣) فماذا بعد امر الله للناس باتباع القران وعدم اتباع كتب غيره أو أقوال مزورة لتحدث البلبلة عند المسلمين ويتحقق لهم أهدافهم الخبيثة ليهجر المسلمين القرآن ويبتعدوا عن دين الاسلام ويتبعون دينا لا يمت بصلة لرسالة الاسلام فماذا يريد الذين نصبوا أنفسهم شيوخا للإسلام وعلماؤه ومصادرهم الرئيسية مجموعة من الخرافات والأساطير والروايات الشيطانية؟ حيث جعلوها مرجعيات متعددة ومتناقضة لكل ما يهم المسلمين فى أمر دينهم تسببوا فى خلق الفرق المختلفة المتحاربة والطوائف المارقة الضالة وقد حكم الله على الذين فرقوا دينهم بقوله سبحانه ( ان الذين فرقوا دينهم وكانو شيعا لست منهم فى شئ انما أمرهم الى الله ثم ينبئهم بماكانو يفعلون ) الأنعام (159) يخاطب الله رسوله الكريم بأن الذين تفرقوا طوائفا وجماعات وتنظيمات لكل منها مرجعيته وأئمته فأنت لست منهم وهم لم يتبعوا المنهح الالهي الذى تدعوهم اليه من رحمة وعدل وحرية وسلام وعدم الاعتداء على الناس واحترام حقوق الانسان وتحريم استباحت أمواله والاعتداء على حقوقه لقد فقدوا البصر والبصيرةونسوا الله فانساهم أنفسهم؟أليس فيهم من يصدق ويؤمن بيوم الحساب والله يحذرهم منه بقوله سبحانه مخاطبا ادعياء الوعظ والإرشاد (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾) الفرقان :١٧)،( فقد كذبوكم بماتقولون فماتستطيعون صرفا ًولانصراً ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ) الفرقان (19)وقوله سبحانه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾) (الفرقان: ٢٧–٣٠)، فويل للذين هجرواالقران من عذاب عظيم فى الدنياوالاخرة ومانحن فيه الْيَوْمَ من شقاء وقتال وفتن وسفك لدماء الابرياء وحياة الضنك التى يعيشهاالعرب والمسلمون ينطبق علينا قوله تعالى (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى ﴿١٢٣﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى ﴿١٢٤﴾) (طه: ١٢٣–١٢٤) فقد منح الله الناس حق الاختيار بكل الحرية (الخيار الأول من يتبع كتاب الله وآياته ويطبق تشريعاته وأخلاقياته فلن يضل فى حياته الدنيا ولن يشقى فيها )
(الخيار الثاني فمن هجر كتاب الله وقرآنه فسيعيش حياته فى ضنك وبؤس وعذاب ويحشره الله يوم القيامة أعمى ذلك بعض ما يجازيه الله من العقاب )

لذلك فكل انسان يتحمل مسؤولية قراره تنفيذا لقوله سبحانه ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد ) فصلت (46)
لقد جعلوا المسلمين فى حيرة من أمرهم فى رواياتهم ويضيع عمرهم هدرا فى جدال عقيم بين من يسمونهم بالعلماء وشيوخ الدين كل منهم يعتقد ان مصدره حق ومرجعيته أصدق بالرغم من عشرات الالاف من مصادرهم من الروايات التى جعلها كل منهم أساسا لمرجعية الاسلام بالرغم من التناقض فيما بينها فاخترعوا اليات للتأكد من سلامة الروايات وحقيقتها ليتبينوا الصحيح من المدسوس منها بالبحث فى عشرات الاف من الروايات يحاول الناس كشف حقيقة مصادرها التى كتبت وألفت بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان بينما رسالة الاسلام القرآن المبين اكتملت فى حجة الوداع حيث قال الله سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (المائدة: 3) فى تلك اللحظة يقول عنها سبحانه (وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ) (الأنعام:115)، فلا حاجة للمسلمين من الجري خلف روايات أضلت المسلمين وانحرفت برسالة الرحمة والعدل وحولتها الى رسالة قتل واستبداد و استعلاء على الناس ونشر خطاب الكراهية واستبعاد الاخر بل وتصفيته فإذا كانت الروايات استدرجت العرب المسلمين الى طريق مظلم فلماذ لا نرجع الى طريق النور كتاب الله كيف نؤمن بروايات تدعو للفتنة والقتل ونترك كلمات الله وآياته التى تدعو للمحبة والعدل والرحمة بين جميع البشر والله يقول سبحانه (تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية:6)، وتتناغم الآية التالية مكملة للاستفسار الالهي الاستنكاري بقوله (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان:30) مبينا السبب الرئيسي فى هجر الفرآن هو اتباعهم الروايات وجنود الشيطان وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170) وقال تعالى نَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة:١٧٤)، الم يامرنا سبحانه بقوله (اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ) (الأعراف: 3) أمر جلي ومحدد للناس جميعا بأن يتبعواكتاب الله وتشريعاته ولا يتبعوا غير قرآنه حيث حذرهم بقوله سبحانه (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الأنعام (153) فالسؤال لماذا الإصرار على مخالفة اوامراالله الذى يأمرنا بالوحدة وعدم التفرق خاصة بعد ما أحدثته الروايات والاسرائليات من كوارث على العرب والمسلمين ألم تدفعنا والروايات للفتنة والفرقة والتحريض على القتال بين المسلمين ألم يامرنا الله سبحانه بقوله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103) لنلتف حول كتاب الله قرآنه ونتبع آياته وبيانه مما يحمينا من أنفسناوما تسوله النفس الأمارة بالسؤ ليتقاتل الأشقاء ويشاهد الأعداء نجاح خططهم الشيطانية فى تمزيق وحدة المسلمين واشعال نيران الحرب بينهم فتضيع أوطانهم وتنهب ثرواتهم ويصبحون مشردين فى أقاصي الأرض يبحثون عن مأوى تأويهم من حر الصيف وشدة البرد فلايجدون غير الاذلال والتشفي فيهم ويحذرنا بقوله سبحانه (وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم)(الأنفال:46) فلم نحترم كلام الله وعصينا أوامره وتحذيره نختلف لأتفه الأسباب ونفتح للأعداء الأبواب لينشروا الفتنة وتغيب عنهم الحكمة ويحدث بين العرب المسلمين التنازع ويتحول النزاع الى قتال بين الاشقاء ألسنا نؤمن باله واحد لاشريك له وشريعتنا كتاب أنزله الله على رسوله الأمين فى قرآن كريم وامامنا رسول واحد محمد عليه السلام الأمين أليست تلك العناصر كفيلة لتحقيق وحدة الهدف ووحدة الصف بين العرب المسلمين أليست من مصلحة الأمة الاسلامية وعلى الأخص الشعوب العربية وما يربطها من علاقات التاريخ والمصير المشترك لمواجهة عدو متربص من قرون ليحتل اوطانهم ويستبيح حقوقهم ويسرق ثرواتهم ويحولهم عبيدا يطيعونه عندما يأمر بكل المذلة والاهانة هل تعلمون لماذا؟ لانهم نسوا الله فانساهم أنفسهم فدخل فى قلوبهم الرعب والفزع من زوال ملكهم ولوا آمنوا ان ملكهم ملك لله فله ملكوت السماوات والأرض تاكيدا لقوله سبحانه مخاطبا رسوله الكريم ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير ) آل عمران (26) ولو آمنوابالله وصدقواآياته وقرآنه لما طاطوءا الرووءس وتوقفواعن قبول الذل والابتزاز والتهديد وحافظوا على ثرواتهم ومدوا يد السلام لاخوتهم العرب والمسلمين ولضيعوا فرصة العدو للأنقضاض عليهم وتفريقهم وتشتيتهم الذي يطعمهم السم والحصرم شتت شملهم وخلق الفتن بينهم فلا خلاص للعرب والمسلمين الا بالعودة للمنهج الالهي فى القران الكريم ولذلك امر الله رسوله محددا مهمته بقوله سبحانه ( وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ) (الرعد: 40)،اذا ما هو امر الله الذى يريد رسوله ان يبلغه للناس اليست آيات كريمة فى كتاب مبين هل أمره بشيء اخر فى خطاب التكليف كلا وألف كلا ومن زور وكذب وافترى وادعى بان رسول الله بلغ الناس بشيء غير القران فقد كذب على رسول الله وعصى الله وخان رسالة الاسلام فليتبوأ مقعده من النار وله عذاب عظيم يوم الحساب والقران يوءكد فى كثير من اياته ويخاطب الله رسوله بقوله سبحانه (المر تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَالَّذي أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنونَ ) (الرعد:1).يبين الله لرسوله الأمين انما أنزل اليك الكتاب بالحق وأنك على طريق الحق فلاتتردد فى دعوةالخلق لرسالة الاسلام لتعينهم فى الحياة الدنيا ويجزيه الله من اتبع طريق الحق جنات النعيم .

فالله سبحانه برحمته بعباده يدعوهم باتباع كتابه ليخرجهم من الظلمات الى النور ويهديهم للصراط المستقيم ويعدهم بالحسنى وجنات النعيم حيث يقول سبحانه (لِلَّذينَ استَجابوا لِرَبِّهِمُ الحُسنى وَالَّذينَ لَم يَستَجيبوا لَهُ لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ أُولـئِكَ لَهُم سوءُ الحِسابِ وَمَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهادُ)(الرعد:١٨)لقد وضع الله للناس قاعدة وهي حرية الاختيار فمن قبل دعوة الله وماجاءت به الآيات الكريمة فقد فاز فى الدنيا والاخرة ومن اتبع الروايات والاسرائيليات فقد خسر الدنيا والاخرة.

 

مقالات ذات صلة

1635 جنيهًا زيادة.. بشرى سارة لأصحاب المعاشات والصرف خلال ساعات

admin

حمادة هلال يشارك متابعيه كواليس تصوير مسلسله الرمضاني

admin

الغذاء والدواء توافق على أول حبوب لمنع الحمل لا تستلزم وصفا طبيا في الولايات المتحدة

admin